المراسل الإخباري
10-10-2023, 04:03
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الشخصية: كان ولا يزال عنصر الشخصيات أو الشخصية في المسرح المحلي، له أهمية بارزة، وكان دورها، - أي الشخصية - يقتصر على تجسيد أنواع من السلوك، دون العمق في الأبعاد الثلاثة الرئيسة وهي: "الاجتماعية والنفسية والجسمية"، وكانت الشخصية عند المؤلف تمثل نوعاً من السلوك والتصرفات، فهي محملة أفكار وانفعالات وتصرفات المؤلف الذي يعطي للشخصية الأهمية الأولى على حساب القصة والحدث والبناء الدرامي، أي أننا كثيراً ما نلاحظ في النصوص المعروضة على المسارح المحلية، وحتى المقروءة، أن هناك شخصية تجسد الوعي لدى المؤلف، تتحول إلى لسان حال تحمل الأفكار والتوجيهات والرغبات، ونحن عادة ما نشاهد أن جميع شخصيات المسرحية تقول الأحداث وتتنامى حاملة الأحداث معها حتى تصل إلى لحظة الانفراج والنهاية إما أن تكون سعيدة أو مأساوية، وبرغم اهتمام المؤلف بالشخصية في مسرحيته إلا أن بعضاً من الكتاب لم يكن ذا قدرة على تصوير الشخصية بعمق في أبعادها الثلاثة وهي الجسمية والنفسية والاجتماعية تصويراً دقيقاً، بل كانت الشخصيات في بنائها وحضورها على الخشبة، حوارية توجه الأحداث والقصة وفقاً للأبعاد التي حددها لها المؤلف من الناحية الاجتماعية، أود أن أشير إلى أهمية الأبعاد الثلاثة التي ذكرتها وضرورة تحديدها حتى تكتمل صورة كل شخصية وتحدد سماتها العامة على نحو ينجح في الإيهام بأنها شخصيات حية بفضل محاكاتها لواقع الحياة فتصبح شخصيات مقنعة، والأبعاد الثلاثة للشخصية ليست منفصلة بعضها عن بعض بل هي في الغالب متداخلة بعضها مع بعض، إذ نلاحظ في الحياة اليومية مثلاً مدى ما للبعد الجسمي من تأثير على البعد النفسي، فالشخصية المريضة أو المشوهة لها نفسية غير النفسية لدى الشخصية السوية، ومن هنا تأتي أهمية البعد الجسدي الذي يحدده المؤلف عادة في الإرشادات التي يكتبها للمخرج سواء في قائمة الشخصيات أو عند ظهورها على خشبة المسرح وهي إرشادات يجسدها المخرج وينفذها في أشخاص الممثلين عند اختياره لهم، ويستعين بفن المكياج في إبرازها، وإن كان هذا البناء للبعد الجسمي ظهر ضعيفاً في المسرح المحلي، إلا أنه لم يخلُ من بعض الإشارات الجميلة الحاملة لمعطيات الفن المسرحي، خاصة ما شاهدناه في مسرحيات مهرجان الجنادرية المسرحي السنوي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. حول أهمية الأبعاد الثلاثة في تصور ورسم شخصيات المسرحية.. هل نستطيع أن نقول إن كتابنا في المسرح المحلي قد حرصوا دائماً على تحديد كل هذه الأبعاد الثلاثة على قدم المساواة وإعطاء كل منها نفس الأهمية؟ إن الجواب قطعاً بالنفي، فشخصيات المسرحية المحلية في الغالب لم يكن فيها بناء يحمل البعد الاجتماعي لكل من شخصياتها إلا تناولاً سطحياً وكان أغلب الكتاب يحاولون الاقتراب من الشق الكوميدي في الدراما المسرحية على أساس أنه أقرب إلى نظر الناس المتلقين من خلال تجسيد صور معينة من واقع الحياة الاجتماعية، أما التناول التراجيدي فقد لامس الكتاب الأبعاد الثلاثة عند الشخصيات خاصة البعد النفسي، في بعض العروض المسرحية المحلية.
http://www.alriyadh.com/2037130]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
http://www.alriyadh.com/2037130]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]