المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علمتني الوظائف.. كذبة المنصب لا يُطلب



المراسل الإخباري
10-11-2023, 03:13
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قد يكون من حسن حظي أنني عملت في عدة جهات، أو من سوئه، الله أعلم، ولكن المؤكد أنه (أي عملي في عدة جهات) يبعد هواة التأويلات ويحيرهم فلا يمكنهم من توظيف ما أسرده من عبر للاعتبار فيجعلونه إيماء لشخص بعينه، فقد عملت مع عدة أشخاص فخرجت بعدة عجائب وعبر.
عملت معيدا في جامعة الملك سعود ثم محاضرا فيها وعملت في مجمع الملك سعود الطبي عملا جزئيا منتدبا من الجامعة وعملت محققا صحفيا هاويا في عدة صحف وعملت في الشؤون الصحية بالحرس الوطني صيدلانيا ثم مديرا عاما تنفيذيا للمركز الوطني لإنتاج الأمصال لسموم الثعابين والعقارب الذي أسسته فأسسني ومنحته علمي الذي تعلمته في الماجستير وعلمني أن سموم بعض البشر أخطر من سموم الثعابين كثيرا ولدغاتهم من تحت الطاولة أخبث من لدغة العقرب من تحت الطين، ونجحت في انتاج أمصال فعالة لسموم الثعابين والعقارب وفشلت فشلا ذريعا في سبر غور سموم البشر وكيف تتجنبها.
يقولون إن الثعبان يتسلل بخفية وخداع ويسميه الفرنجة (سنكي) أو متسلل بخفية ووجدت في بعض البشر من هم (أسنك) وأخبث تسللا.
دعك من المقدمات ودعوني أشارككم بعض ما اكتشفته من طباع لعل النشء والشباب يستفيدون منها في فهم ما سيواجهون في حياتهم العملية، وسوف أطرحها في سلسلة أسبوعية تحت المقدمة أعلاه إذا سمحت لي هذه الصحيفة الغراء التي هي من أقوى محطات حياتي المهنية إعلاميا:
العبرة الأولى: (ولا أقول الدرس الأول فأنا هنا أسرد عبرا مستفادة ولا أحاضر أو أعطي دروسا):
في حياتك الوظيفية أعمل بما يرضي الله ويخدم وطنك ويحلل راتبك وأخلص للوظيفة وستنجح وتبرز وتفرض نفسك على الجميع بما فيهم مديرك، لكن لا تستبعد أن تحسد أو تحارب من بعض زملائك أو حتى مديرك، إن كنت منافسا، وهذه العبرة معروفة ولا جديد فيها يستحق التكرار، حتى لو وجدت في بعض الإدارات أنك تعمل وتنتج والتقدير يذهب لغيرك فأمر التقدير تحكمه عدة اعتبارات أهمها عدالة المدير وانصافه بين الموظفين بعضهم مع بعض وإنصافهم جميعا مقابل نفسه، فالغالب أن الموظف يعمل ويبدع ويخطف المدير ابداعه ويحصل على التقدير (أرجو أن نكون بدأنا في تغيير هذا المفهوم ضمن كثير من التطوير المطرد) وعموما لا عليك فأنت حققت بإبداعك شيئا للوطن وهذا الأهم.
أما العبرة العجيبة الجديدة التي مررت بها كشاهد فهي فلسفة المدير بأشياء ومبادئ من اختراعه، لا أساس لها في علم وعالم الإدارة ولا السلوك الوظيفي السوي المجرب، والأعجب عندما يكرر المدير مثل هذه المبادئ المخترعة ولا يطبقها.
فرضت علي إحدى التكاليف الوظيفية المؤقتة أن أتواجد كثيرا في مكتب أحد المديرين ولاحظت أنه كلما طلب منه موظف مبدع مخلص ترقية أو منصبا شاغرا، ردد عبارة (المنصب يمنح ولا يطلب) وهذا وربي مبدأ من اختراعه، ليس له أساس إداري.
تكرر هذا الموقف، وتلك العبارة، مع أكثر من موظف مستحق، وذات يوم قالها في حضوري (المنصب يمنح ولا يطلب) فضحكت واعترف أن ابتسامتي كانت صفراء ساخرة فسألني: (صح يا محمد؟ المنصب يمنح ولا يطلب؟) قلت: (لا وربي مهوب صح.. سيدنا يوسف عليه السلام قال للملك "اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم" فجعله عليها) ولعل إجابتي لم تعجبه، لكن الأعجب أن ذلك المدير كان أكثر من طلب منصبا من قبل ومن بعد.
فلا تصدم ولا تحزن أخي الموظف سترى عجبا من بعض الموظفين، فقط اعمل بإخلاص وعينك على رد جميل هذا الوطن الجميل، فهم البعض والوطن الكل.




http://www.alriyadh.com/2037322]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]