المراسل الإخباري
10-13-2023, 03:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن الاستخدام الواعي والاستراتيجي للرياضيين والأحداث الرياضية من أجل تكريس انطباعات إيجابية عن الدولة لدى الرأي العام الدولي، وكذلك لإيجاد مداخل وتأثيرات ذات طابع إنساني وقيمي لتمرير مواقف واتجاهات عامة، وهذا يكمن فيما يمكن أن نسميه بالدبلوماسية الرياضية والتي قد تشكّل أداة ناعمة في كثير من أبعادها وتعطي نتائج كبيرة عبر تكلفة بسيطة..
الرياضة لديها القدرة على تغيير العالم، لديها القدرة على الإلهام، وصنع المقاربات الإنسانية للناس بطريقة لا يفعلها شيء آخر.. الرياضة بشمولية خياراتها المتنوعة، وبدافع تأدية وظيفة مشتركة متعددة الأبعاد، تستهدف تحقيق غايات متعددة، حيث تعود على المشارك والمنتسب والمؤسسة ذات العلاقة بالنفع المعنوي والمادي، ولا تقتصر الظاهرة الرياضية على محددات ضيقة مرتبطة بأطراف معينة بل تتسع علاقتها وتتقاطع مع المجالات الأخرى.
الرياضة يُمكن أن تكون أحد مقومات ومنافذ القوة الناعمة، كما تعد الرياضة مكوناً أساسياً من مكونات التغيير والتمكين، حيث تتضمن القدرة على التأثير على الآخرين من خلال المشاهد، والمواقف، والثقافة، أو القيم، أو الصورة الإيجابية لمجتمع معين عبر إبراز الإنجازات والمنافسات والأحداث والمشاركات والمبادرات الرياضية في ميادينها المختلفة، ولنتذكر عندما أدت الرياضة دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين الدول، فتعد جزءاً من استراتيجيتها الدبلوماسية كأداة لتحسين صورتها الخارجية وتحقيق أهدافها ومكاسبها الوطنية، ففي بداية القرن العشرين أطلق على ممثلي الرياضة في ألمانيا الشرقية (دبلوماسيون في ملابس رياضية)،
كما نرى كيف تهتم الدول بالألعاب الأولمبية تنافسياً بحساب عدد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي حصلت عليها، أو عدد مرات الفوز على خصم، أو عدد مرات المشاركة في منافسات دولية… إلخ، مما يعني أنها من المؤشرات على "نوع من القوة الناعمة". كما أن ما يتخلل هذه الألعاب من رموز وصور وشعارات وأعلام تكون كوسائل جذب تترك تأثيرها داخلياً؛ في تعزيز المشاعر الوطنية والقومية، وزيادة الثقة في الذات، وخارجياً؛ في صناعة الصورة والسمعة الحسنة، وفتح أفق التعاون، وتبادل الخبرات.
لذا في ضوء تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى والتمثيل الوطني في الاتحادات واللجان الرياضية، فإن الرياضة يمكن استخدامها كأداة للدبلوماسية الشعبية يكون التوجه عبرها نحو الشعوب الأجنبية باستخدام طرق مختلفة مثل الأداة الإعلامية والعلاقات الثقافية والتبادل التجاري بعكس الدبلوماسية الكلاسيكية التي تتجه نحو حكومات الدول. ونجد أن الهدف الأسمى للدبلوماسية الشعبية هو تحسين الروابط مع الآخر مما قد ينعكس على العلاقات المختلفة، وتعزيز معرفة المجتمع المحلي بالمجتمعات الأخرى. لا يستطيع فصل أي نشاط من نشاطات الرياضة عن الواقع الاجتماعي والسياسي، فإنها التي يتمّ النظر لها كأداة ترفيهية، كثيراً ما كانت موضع تداخل مع السياسة وصولاً بها إلى الانتقال من ميدان شباك مرمى الخصم إلى ميدان الاشتباك الاقتصادي والثقافي والسياسي.
وحقيقة "الدبلوماسية الرياضية" هي تعبير عن امتداد لمفهوم الدبلوماسية العامة التي تقوم على توظيف المجتمع أو قطاعات منه لأغراض اتجاهات ومسارات معينة، لذا فإن الاستخدام الواعي والاستراتيجي للرياضيين والأحداث الرياضية من أجل تكريس انطباعات إيجابية عن الدولة لدى الرأي العام الدولي، وكذلك لإيجاد مداخل وتأثيرات ذات طابع إنساني وقيمي لتمرير مواقف واتجاهات عامة وهذا يكمن فيما يمكن أن نسميه بالدبلوماسية الرياضية والتي قد تشكّل أداة ناعمة في كثير من أبعادها تعطي نتائج كبيرة عبر تكلفة بسيطة.. كما أن هناك مساحة لتوظيف العلاقات الرياضية لفتح قنوات لعلاقات رسمية، وتكثيف العلاقة بين الجهات الرسمية، والمؤسسات، والهيئات الرياضية، وبعض المصالح الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية داخلياً وخارجياً.
معروف أن العديد من الدول في عالم اليوم تسعى للاستفادة من الدعاية المصاحبة للبطولات الرياضية الدولية والتي تضفي وتعكس مكانة دولية للدولة المنظمة للبطولة مما يجعل تنظيم تلك البطولات أحد استخدامات القوة الناعمة فى السياسة الدولية. وهذا ما استشعرته المملكة العربية السعودية في إعداد وتجهيز وتنفيذ فعاليات واستضافات رياضية متنوعة تلامس رياضات مختلفة بتركيز نوعي على كرة القدم، فكان التحول المثير في استقطابات لاعبين عالميين لتغيير موقع الدوري السعودي في تضاريس القوائم الرياضية والدوريات والوصول إلى وجود ملحوظ في ترتيب مستحق ولامع أمام العالم.
ونظرت المملكة إلى استخدام الدبلوماسية الرياضية على مستويات الاتصال والجذب، وتفحص الطبيعية التأسيسية والتنفيذية والخطابية ودور الأحداث الرياضية الضخمة في العلاقات الدولية عن طريق استخدام نهج مرتكز على استراتيجيات طويلة المدى لتعزيز تراكمات ونتائج إجراءات الدبلوماسية العامة.
وهذا ما يمكن أن يعبّر عنه بنية السعودية على استضافة كأس العالم 2034م ليحدث ما يمكن تسميته بالتمكين الناعم، الذي بعون الله تعالى سيوفر خطط الاستضافة وإتمامها مع المناسبات والفعاليات الرياضية الأخرى، وستوفر من خلاله غايات عالية وقوية لبلادنا لدعم تحقيق الأهداف الدبلوماسية الوطنية مما يسهم في تكريس صورة إيجابية في الخارج وتقوية العلاقات مع الشركاء ذي الاهتمام، إلى تعزيز أجندات التنمية في البلدان الشريكة أيضًا.
كما استشعرت المملكة عمق الدبلوماسية الرياضية ووعيها بالمكاسب عبر تنظيم البطولات المختلفة، حيث تعبّر عن قدرات وإمكانات الدولة على مستوى الدبلوماسية الرياضية، وكذلك فطنت إلى قيمة التمثيل الرياضي في المناسبات الرياضية كالأولمبيادات الكبرى، والحظوة بمقاعد في الاتحادات الدولية والقارية واللجان الأولمبية الدولية.
وكون أن ممارسة الدبلوماسية الرياضية تستوجب قواعد تنظم إنجاز الأهداف المشتركة والغايات البينية المأمولة وضمان التوافق الاستراتيجي بين أهداف الجهات المعنية وأهداف السياسة الخارجية واستراتيجية الدبلوماسية الرياضية، وسلطة ترعى تطبيق هذه القواعد، وهذا هو جوهر القوة الناعمة.
بقي القول: المملكة بمكانتها، ومقدراتها، ومقوماتها، وأدواتها، وإمكاناتها المتفوقة في المجالات كافة يمكنها الوصول بمنة الله إلى نتائج إيجابية ذات جودة تنعكس بالأثر والنتيجة على الصورة العامة لبلادنا، ومن المفترض خصوصاً في ظل وجود الموارد المتاحة، ومؤشرات الأداء الرئيسة والمراقبة يمكن الانطلاق من مبادئ تصميمية لتحقيق أقصى قدر من التأثير يبدأ بهوية وتميز عن الآخرين، وإيصال الرسائل المتنوعة المنشودة بشكل مستمر، وقوة إقناعية عالية، وضع الإرث والاستدامة في قلب جميع عمليات صنع القرار، واستخدام أحدث التقنيات للحفاظ على التأثير والاستجابة كل ذلك يصب في واقع رياضي غير تقليدي يجتاح بتداخلاته وتقاطعاته لإحداث تغير واسع في ملامح القيم الوطنية، لذا إن ما يُمكن التوصية به هو عدم التعالي على الموضوع الرياضي من جوانبه المختلفة كالاقتصاد والسياسة، فإذا كانت الوسيلة الرياضية فهي تحقق غاية اقتصادية ودبلوماسية وسياسية.
http://www.alriyadh.com/2037706]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إن الاستخدام الواعي والاستراتيجي للرياضيين والأحداث الرياضية من أجل تكريس انطباعات إيجابية عن الدولة لدى الرأي العام الدولي، وكذلك لإيجاد مداخل وتأثيرات ذات طابع إنساني وقيمي لتمرير مواقف واتجاهات عامة، وهذا يكمن فيما يمكن أن نسميه بالدبلوماسية الرياضية والتي قد تشكّل أداة ناعمة في كثير من أبعادها وتعطي نتائج كبيرة عبر تكلفة بسيطة..
الرياضة لديها القدرة على تغيير العالم، لديها القدرة على الإلهام، وصنع المقاربات الإنسانية للناس بطريقة لا يفعلها شيء آخر.. الرياضة بشمولية خياراتها المتنوعة، وبدافع تأدية وظيفة مشتركة متعددة الأبعاد، تستهدف تحقيق غايات متعددة، حيث تعود على المشارك والمنتسب والمؤسسة ذات العلاقة بالنفع المعنوي والمادي، ولا تقتصر الظاهرة الرياضية على محددات ضيقة مرتبطة بأطراف معينة بل تتسع علاقتها وتتقاطع مع المجالات الأخرى.
الرياضة يُمكن أن تكون أحد مقومات ومنافذ القوة الناعمة، كما تعد الرياضة مكوناً أساسياً من مكونات التغيير والتمكين، حيث تتضمن القدرة على التأثير على الآخرين من خلال المشاهد، والمواقف، والثقافة، أو القيم، أو الصورة الإيجابية لمجتمع معين عبر إبراز الإنجازات والمنافسات والأحداث والمشاركات والمبادرات الرياضية في ميادينها المختلفة، ولنتذكر عندما أدت الرياضة دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين الدول، فتعد جزءاً من استراتيجيتها الدبلوماسية كأداة لتحسين صورتها الخارجية وتحقيق أهدافها ومكاسبها الوطنية، ففي بداية القرن العشرين أطلق على ممثلي الرياضة في ألمانيا الشرقية (دبلوماسيون في ملابس رياضية)،
كما نرى كيف تهتم الدول بالألعاب الأولمبية تنافسياً بحساب عدد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي حصلت عليها، أو عدد مرات الفوز على خصم، أو عدد مرات المشاركة في منافسات دولية… إلخ، مما يعني أنها من المؤشرات على "نوع من القوة الناعمة". كما أن ما يتخلل هذه الألعاب من رموز وصور وشعارات وأعلام تكون كوسائل جذب تترك تأثيرها داخلياً؛ في تعزيز المشاعر الوطنية والقومية، وزيادة الثقة في الذات، وخارجياً؛ في صناعة الصورة والسمعة الحسنة، وفتح أفق التعاون، وتبادل الخبرات.
لذا في ضوء تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى والتمثيل الوطني في الاتحادات واللجان الرياضية، فإن الرياضة يمكن استخدامها كأداة للدبلوماسية الشعبية يكون التوجه عبرها نحو الشعوب الأجنبية باستخدام طرق مختلفة مثل الأداة الإعلامية والعلاقات الثقافية والتبادل التجاري بعكس الدبلوماسية الكلاسيكية التي تتجه نحو حكومات الدول. ونجد أن الهدف الأسمى للدبلوماسية الشعبية هو تحسين الروابط مع الآخر مما قد ينعكس على العلاقات المختلفة، وتعزيز معرفة المجتمع المحلي بالمجتمعات الأخرى. لا يستطيع فصل أي نشاط من نشاطات الرياضة عن الواقع الاجتماعي والسياسي، فإنها التي يتمّ النظر لها كأداة ترفيهية، كثيراً ما كانت موضع تداخل مع السياسة وصولاً بها إلى الانتقال من ميدان شباك مرمى الخصم إلى ميدان الاشتباك الاقتصادي والثقافي والسياسي.
وحقيقة "الدبلوماسية الرياضية" هي تعبير عن امتداد لمفهوم الدبلوماسية العامة التي تقوم على توظيف المجتمع أو قطاعات منه لأغراض اتجاهات ومسارات معينة، لذا فإن الاستخدام الواعي والاستراتيجي للرياضيين والأحداث الرياضية من أجل تكريس انطباعات إيجابية عن الدولة لدى الرأي العام الدولي، وكذلك لإيجاد مداخل وتأثيرات ذات طابع إنساني وقيمي لتمرير مواقف واتجاهات عامة وهذا يكمن فيما يمكن أن نسميه بالدبلوماسية الرياضية والتي قد تشكّل أداة ناعمة في كثير من أبعادها تعطي نتائج كبيرة عبر تكلفة بسيطة.. كما أن هناك مساحة لتوظيف العلاقات الرياضية لفتح قنوات لعلاقات رسمية، وتكثيف العلاقة بين الجهات الرسمية، والمؤسسات، والهيئات الرياضية، وبعض المصالح الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية داخلياً وخارجياً.
معروف أن العديد من الدول في عالم اليوم تسعى للاستفادة من الدعاية المصاحبة للبطولات الرياضية الدولية والتي تضفي وتعكس مكانة دولية للدولة المنظمة للبطولة مما يجعل تنظيم تلك البطولات أحد استخدامات القوة الناعمة فى السياسة الدولية. وهذا ما استشعرته المملكة العربية السعودية في إعداد وتجهيز وتنفيذ فعاليات واستضافات رياضية متنوعة تلامس رياضات مختلفة بتركيز نوعي على كرة القدم، فكان التحول المثير في استقطابات لاعبين عالميين لتغيير موقع الدوري السعودي في تضاريس القوائم الرياضية والدوريات والوصول إلى وجود ملحوظ في ترتيب مستحق ولامع أمام العالم.
ونظرت المملكة إلى استخدام الدبلوماسية الرياضية على مستويات الاتصال والجذب، وتفحص الطبيعية التأسيسية والتنفيذية والخطابية ودور الأحداث الرياضية الضخمة في العلاقات الدولية عن طريق استخدام نهج مرتكز على استراتيجيات طويلة المدى لتعزيز تراكمات ونتائج إجراءات الدبلوماسية العامة.
وهذا ما يمكن أن يعبّر عنه بنية السعودية على استضافة كأس العالم 2034م ليحدث ما يمكن تسميته بالتمكين الناعم، الذي بعون الله تعالى سيوفر خطط الاستضافة وإتمامها مع المناسبات والفعاليات الرياضية الأخرى، وستوفر من خلاله غايات عالية وقوية لبلادنا لدعم تحقيق الأهداف الدبلوماسية الوطنية مما يسهم في تكريس صورة إيجابية في الخارج وتقوية العلاقات مع الشركاء ذي الاهتمام، إلى تعزيز أجندات التنمية في البلدان الشريكة أيضًا.
كما استشعرت المملكة عمق الدبلوماسية الرياضية ووعيها بالمكاسب عبر تنظيم البطولات المختلفة، حيث تعبّر عن قدرات وإمكانات الدولة على مستوى الدبلوماسية الرياضية، وكذلك فطنت إلى قيمة التمثيل الرياضي في المناسبات الرياضية كالأولمبيادات الكبرى، والحظوة بمقاعد في الاتحادات الدولية والقارية واللجان الأولمبية الدولية.
وكون أن ممارسة الدبلوماسية الرياضية تستوجب قواعد تنظم إنجاز الأهداف المشتركة والغايات البينية المأمولة وضمان التوافق الاستراتيجي بين أهداف الجهات المعنية وأهداف السياسة الخارجية واستراتيجية الدبلوماسية الرياضية، وسلطة ترعى تطبيق هذه القواعد، وهذا هو جوهر القوة الناعمة.
بقي القول: المملكة بمكانتها، ومقدراتها، ومقوماتها، وأدواتها، وإمكاناتها المتفوقة في المجالات كافة يمكنها الوصول بمنة الله إلى نتائج إيجابية ذات جودة تنعكس بالأثر والنتيجة على الصورة العامة لبلادنا، ومن المفترض خصوصاً في ظل وجود الموارد المتاحة، ومؤشرات الأداء الرئيسة والمراقبة يمكن الانطلاق من مبادئ تصميمية لتحقيق أقصى قدر من التأثير يبدأ بهوية وتميز عن الآخرين، وإيصال الرسائل المتنوعة المنشودة بشكل مستمر، وقوة إقناعية عالية، وضع الإرث والاستدامة في قلب جميع عمليات صنع القرار، واستخدام أحدث التقنيات للحفاظ على التأثير والاستجابة كل ذلك يصب في واقع رياضي غير تقليدي يجتاح بتداخلاته وتقاطعاته لإحداث تغير واسع في ملامح القيم الوطنية، لذا إن ما يُمكن التوصية به هو عدم التعالي على الموضوع الرياضي من جوانبه المختلفة كالاقتصاد والسياسة، فإذا كانت الوسيلة الرياضية فهي تحقق غاية اقتصادية ودبلوماسية وسياسية.
http://www.alriyadh.com/2037706]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]