المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العاقل يتروى



المراسل الإخباري
10-14-2023, 05:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png المواقف التي يتعرض لها الإنسان في الحياة لا حصر لها، مواقف إنسانية، أسرية، اجتماعية، ثقافية، سياسية. أخبار سارة وأخرى حزينة، حقائق وإشاعات، أفكار وآراء متوافقة ومتعارضة في مجالات الحياة المختلفة تحاصر الإنسان بالتساؤلات وتنتظر منه التفاعل.
يختلف التعامل مع كل ذلك من شخص لآخر بحسب الفوارق الفردية الناشئة عن الخلفية التربوية والتعليمية والثقافية.
أحداث قديمة وحديثة لا تزال تطرح على طاولة النقاش للكشف عن أسرارها، نقاش يشارك فيه الجاهل والعالم والعاقل حسب توصيف سقراط.
الحروب، غزو الدول، 11 سبتمبر، كورونا، الانقلابات، الكوارث الطبيعية، الأزمات الاقتصادية وغيرها كثير. البعض يختصر النقاش بكلمة واحدة (مؤامرة)، وهناك من يكتفي بطرح الأسئلة، وآخرون يستخدمون أسلوب التحليل العلمي أو المنطقي قبل التوصل إلى نتيجة.
من الأقوال المنسوبة لسقراط: (الجاهل يؤكد، العالم يشك، العاقل يتروى).. لو أخذنا جائحة كورونا كمثال، الجاهل سيؤكد قناعته بأنها مصطنعة أو حقيقية، العالم سيتعامل معها بالشك والعلم، العاقل سيتعامل مع الحالة بعدم التسرع في اعطاء رأي، سيطرح كثيراً من الأسئلة قبل إصدار حكمه.
أين موقع العاطفة من ذلك التصنيف والتوصيف؟ هل هي مع الجاهل أم العالم أم العاقل؟ أين موقع من يهمه الانتصار لرأيه وليس التوصل إلى الحقيقة، هل هو الجاهل أم العالم أم العاقل؟ هل يمكن لعالم أن ينكر نتيجة علمية مؤكدة لعالم آخر لمجرد أن هذه النتيجة لا تتفق مع توقعاته أو دراساته؟
من حيث العاطفة فإن تكوين رأي حول قضية معينة تحت تأثير العاطفة سلوك غير منطقي وغير علمي، هذا الرأي العاطفي غير مؤثر في النقاشات النظرية الاجتماعية لكنه غير مجد لمن يعمل في مناصب قيادية. الرأي العاطفي لمن يتولى منصباً قيادياً قد تبنى عليه قرارات مهمة وهنا تكمن الخطورة. حتى على مستوى الأسرة الصغيرة، من المهم التعود على التعامل مع الأحداث والمشكلات بحكمة ودون تسرع، إعطاء رأي متسرع، أو اتخاذ قرار متسرع بدون معلومات مؤكدة قد يولد من مشكلة صغيرة مشكلة أكبر، مسؤولية الوالدين تعليم أفراد الأسرة التعود على التروي في إصدار الأحكام والآراء، والتدريب على التحكم بالانفعالات والسيطرة على الغضب حتى لا تصدر آراء وحلول ينتج عنها سلوك غير مقبول أو يشكل خطراً عليهم. أحياناً تؤدي النقاشات الانفعالية إلى قطيعة سواء داخل الأسرة أو بين الأصدقاء أو في بيئة العمل.
في بيئة العمل مثلاً مجال واسع للنقاش وتعدد الآراء حول تحقيق الأهداف ومشكلات العمل، والحلول المطروحة لحلها، ومستقبل المنظمة وفرصها وآفاق تطويرها، هذا النقاش أمر طبيعي مطلوب ومفيد إذا استثمر عقول المشاركين وخبراتهم، وأدير بشكل جيد، الجانب العاطفي غير مستبعد في هكذا نقاش، هو جزء سيحضر بدون استئذان، المهم ألا يكون هو المسيطر أو المؤثر الأقوى في اتخاذ القرارات إلا في حالات تتطلب ذلك.
سؤال أخير: هل يمكن اضافة تصنيف رابع نسميه (المعاند)، وهو الذي يصر على رأيه حتى بعد التوصل إلى حقيقة تخالف هذا الرأي؟ هذا المعاند سيقابلك في البيت والمدرسة والجامعة والعمل، وسيقول لك: (ولو.. أنا أبخص) سواء ناقشته في ارتفاع أسعار تأمين السيارات أو حرائق الغابات!!




http://www.alriyadh.com/2037856]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]