تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دورة مياه للسيدات ببورصة المليارات



المراسل الإخباري
10-16-2023, 02:39
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من أهم قصص النجاح في السعودية الجديدة - من وجهة نظري - موضوع "تمكين المرأة" صحيح لدينا معجزات وأعني ما أقصده بكلمة "معجزات" بدون أي مبالغة، في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وإن كانت بالمجال الاجتماعي هي الأبرز والأكثر أهمية في مجتمع تقبل التغيير، وكان مستعد له وساهم بنجاحه والاستفادة من تطوره، هذه المقدمة توارت تفاصيلها أمامي وأنا أتابع المسلسل الكويتي "الصفقة" على نتفليكس، الموضوع ليس درامي كالمعتاد بقصصه المملة والمكررة، يحكي تجربة سيدتين في عام "1987" دخلتا غمار العمل في البورصة الكويتية التي كانت قبل هذا العام خاصة بالمجتمع الذكوري ومحتكره منهم، شخصيا وأنا من الصغر أزور الكويت، تفاجأت بصراحة السرد التاريخي لما تم منذ انضمام السيدتين للبورصة، لم أكن أتوقع أن الكويت كانت تعاني من موضوع تمكين المرأة رغم الانفتاح الذي نعرفه اجتماعيا.
لذلك عندما أقيس هذه التجربة رغم التطور في الكويت قبل الغزو العراقي عام "1990"، اعتبر نفسي أمام دهشة لم أكن أتوقعها، صحيح أن الشعوب الخليجية متقاربة بالعادات والتقاليد، ولكن الكويت قبل الغزو كانت مختلفة عن بقية دول الخليج وخصوصا سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وعندما تقارن القصة الحقيقية لمسلسل "الصفقة" مع الواقع الذي نعيشه هنا بالسعودية من سنوات قليلة جدا، تجد نفسك أمام مرحلة تاريخية سبقت الزمن بدون مبالغة، أن من الناحية الشخصية شهدت الكثير من التجارب عن قرب، أذكر في منتصف التسعينات الميلادية، بدأت أول تجربة لدخول السعوديات المجال البنكي كموظفات داخل مباني الإدارات وبتخصصات مصرفية دقيقة، وليس كما كان كعملهن بالفروع النسائية ودورهن كان محدود لا يتجاوز تقديم الخدمة والسلطة للرجل أو إدارة الرجالية الملاصقة للفروع النسائية، كنت قريب من تجربة البنك السعودي البريطاني (البنك الأول) حاليا، قاد التوجه معالي الأستاذ سليمان الحمدان، كان مديرا عاما للموارد البشرية بالبنك، كانت قصة نجاح فتحت الآفاق لتطبيق الفكرة في البنوك الأخرى، وعندما بدأ العهد الزاهر تحول الأمر من مجرد تمكين إلى تمكين قيادي للمرأة، أصبحت المرأة السعودية تتبوأ الأماكن القيادية وبجدارة، بمجتمع منغلق لا يتعدى مستوى طموحها في السابق إلى مدرسة أو موظفة عادية بالوزارات.
عاصرت عن قرب فورة تمكين المرأة في إحدى الشركات الكبرى، حيث كان مجرد التفكير بعمل المرأة في بداية الاتصالات السعودية من المحذورات، وعندما بدأت مرحلة عصر المرأة السعودية تحولت الشركة إلى أكبر مستقطب للكفاءات السعودية، رغم أن مجرد اقتراب المرأة لمبني الشركة يعتبر من المحرمات الكبرى، وشاركت في لجان لتقبل دخول المرأة واندماجها بالمجتمع الوظيفي وحماية هذا المجتمع تنظيميا، والتجربة حاليا في الكثير من القطاعات الحكومية والخاصة خير برهان، للتفكير بقصص نجاح غير مسبوقة بمجتمعنا المنغلق سابقا والحال كذلك من حضوري الإعلامي لأول سعودية تقود سيارتها وبالنظام، وبحضور وكالات إعلام عالمية، كان الأمر مدهش والأكثر دهشة، أن التجربة نجحت واندمجت هذه التجربة اجتماعيا، عكس التأويلات والخرافات التي نسمعها.
تخيلوا أن مجرد - أكرمكم الله - دورة مياه للسيدتين التاريخيتين بالنسبة للكويتين داخل البورصة الكويتية المتطورة آنذاك، لم يكن موجودا، بمجتمع متطور في تلك الفترة، فكان المطعم المجاور للبورصة التي تدير المليارات هو المنقذ لهن، فكانت هذه الجزئية الرمزية في المسلسل تحكي صعوبات ومحاربة للدخول النسائي بالمجتمع الذكوري، عكس ما حدث لدينا، كانت التجربة راقية وكانت ولازالت هنا قصص نجاح تفوق الكثير من المشاهدات السردية، الأعمال الدرامية مثل "الصفقة" نحتاجها كثيرا في الحديث عن ثورة تمكين المرأة بالسعودية، هي تجارب تستحق أدبيا وثقافيا أن يتم التعامل معها باحترافية، المجال واسع وقصص النجاح مستمرة.




http://www.alriyadh.com/2038154]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]