تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفاصيل الألم



المراسل الإخباري
10-21-2023, 12:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن في اتباع الشرع في إعلامنا في أسفارنا وإقامتنا سلامةً وسترًا لكثير من المحتويات المنشورة، والتي قد لا يحب صاحبها نشرها ولا بثها ولا تصويرها، ولكن لبعد كثير من أصحاب المحتوى الإعلامي والقنوات والصفحات الخاصة عن تعاليم الإسلام، ثم جهلهم بضوابط وأخلاقيات النشر تجدهم لا يبالون بما يصورونه ولا بما ينشرونه..
في الحديث عن النبي صلى الله عليـه وآله وسلم وهو يرشدنا لما نقوله في السفر: ".. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر.." وهو دعاء حري بكل مسافر ألا يتركه لما يتضمنه من دفع البلاء وسوء المناظر والمنقلب. وخصت كآبة المنظر بالذكر لما قد يتوقع أن يراه المسافر من أحوال السفر، وقد جاء في الحديث الآخر "أن السفر قطعة من العذاب" فهو مظنة للمشقة وحصول المكروه، ومع تقارب الأرض في أزمنتنا هذه وتيسر وسائل النقل، ربما تنتفي بعض علل السفر من التعب والمشقة، فبعضنا يتخذ السفر للاستجمام والترويح على النفس، ولكن يبقى السفر هو السفر!
ومع تيسر هذه الوسائل والمراكب فلم تنقطع احتمالات حصول المكروه ومظنة المناظر الكئيبة، أعاذنا الله، سيان مما تتسبب به الناس، أو مما تكره العين رؤيته ولو على خلقته.
ومن هذا الدعاء نعلم أن الإنسان مطالب أن يحافظ على صفاء نفسه من تكرار النظر للمفجعات والحوادث خشيةَ تبلّد الإحساس، وقسوة القلب جراء تلك المناظر، حتى يصبح متبلّدا لا تؤثر فيه العبر، ولا يعتبر بما يتغير عما اعتاده النظر، ولذلك قيل "كثرة المساس تبلد الإحساس".
ومن وجه آخر فإن من حق النفس على صاحبها ومن حق من يرعاهم عليه ألا يعرضها لما يفجعها ولا يعرضهم، وهذا أيضًا يتضمن الدعاء بإبعاد المكروه، وقد جاء في الحديث أيضًا "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا". ولعل من ذلك ما ابتلينا به في هذا الزمن من وسائل التواصل المصورة والمنقولة بالفيديو، فأصبح الكثير يتناقل المشاهد من المآسي والحوادث والمناظر دون أي مراعاة مهنية ولا شرعية ولا إنسانية، وأصبح الأمر مفتوح المصدر للمتخصص وغير المتخصص، مع أننا نرى في المواقع والقنوات المتخصصة للنقل العام، نرى حرص كثير منها على إيصال المعلومة والخبر بمهنية تراعي فيها وتحرص على أخلاقيات النقل والبث والتصوير، وتمويه تفاصيل الألم بالتقنيات الحديثة، بينما لا تجد ذلك في أغلب الصفحات والقنوات الخاصة.
إن في اتباع الشرع في إعلامنا في أسفارنا وإقامتنا سلامةً وسترًا لكثير من المحتويات المنشورة، والتي قد لا يحب صاحبها نشرها ولا بثها ولا تصويرها، ولكن لبعد كثير من أصحاب المحتوى الإعلامي والقنوات والصفحات الخاصة عن تعاليم الإسلام، ثم جهلهم بضوابط وأخلاقيات النشر تجدهم لا يبالون بما يصورونه ولا بما ينشرونه، وبناءً على ذلك لا يحتاج أن نكتب أو نفصل أيضًا في تلك المحتويات التي تسمى بـ"أفلام الرعب" والمقاطع التي أصبحت هي المادة الرائجة في أوساط الشباب وغيرهم، وفي متناول القاصرين من الأطفال ونحوهم، وهذا له تأثير خطير على سلوكيات ونفسيات بل وتصرفات الأجيال، وحيث كانت من قبل عقود هذه الموارد مقصورة ومنظمة ومدروسة فقد أصبحت اليوم في متناول الجميع، بل أصبحت صناعة وإنتاج تلك المحتويات أمرًا ميسورًا، بل تلك الألعاب والتطبيقات التي تستهدف مشاعر وأحاسيس المستخدمين وتقلبها إلى طباع عدائية تحاول ترجمة ذلك في حياتها الواقعية، وقد كُتِبَت في ذلك كتب، ونُشرَت أبحاث تبين خطر ذلك خاصة على نشأة الطفل والقصّر، وهي أمور حري بنا أن نعيرها الانتباه على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. هذا، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/2039125]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]