المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجواء حرب عالمية أم نظام عالمي يلفظ أنفاسه؟



المراسل الإخباري
10-30-2023, 03:03
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ما يجري في عالمنا اليوم من استباحة الدماء البريئة في فلسطين، ومروق دول، وتحريك بوارج وغواصات، واستنفار لقواعد عسكريّة، وبناء تحالفات ربما لا يخرج عن حالتين: 1- تحضيرات لحرب غربيّة (عالميّة) تعيد للنظام الدولي (بقيادة الغرب) هيبته وهذا محال، أو 2- تمهيد لجنازة غير محترمة للنظام العالمي (الغربي) وهو السيناريو الأقرب، إذ تبدو كل هذه المشاهد وكأنّها تسجل لحظاته الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه.
ولو عدنا للتاريخ القريب لوجدنا أن الغرب الذي كان عمود بناء النظام الدولي ما بعد عام 1919 (بعد الحرب الغربيّة الأولى) صنع في مؤتمر باريس للسلام (يناير 1919) نظاما عالميا حمل معه بذور تفكّكه، ولهذا واجه العالم (وأميركا الصاعدة آنذاك تحديدا) حقبة الكساد الأعظم، وصعود الأنظمة الشموليّة لينتهي ذلك الوضع الهشّ بحرب غربيّة (عالميّة ثانية) كارثيّة انتهت على جثث عشرات الملايين من القتلى عام 1945. وقتها باشر "المنتصرون" ممثّلين في الغرب (الولايات المتحدة) والشرق (الاتحاد السوفيتي) تأسيس نظام عالميّ جديد مبني على ثنائيّة أيدولوجيّة اقتصاديّة، وهو نظام عاش مختلّا لبضعة عقود حتى كان إعلان وفاته مع سقوط جدار برلين عام 1989 وبداية النظام العالمي (الأميركي) ذي القطب الواحد.
هنا خلا الجو للعم سام للهيمنة المنفردة على مدى يقرب من 30 عاما تمتّعت فيه الولايات المتحدة بالتفوّق والسيطرة السياسيّة والتجاريّة والعسكريّة والثقافيّة، وأصبح الدولار الأميركي العملة الاحتياطيّة المهيمنة على معظم أسواق العالم. لم يكن هذا النظام القائد للعالم متّزنا في مواجهة اختبارات أحداث 9 - 11 - 2001، ولا في حربه غير الشرعيّة في العراق 2003، ولا في دعمه للفوضى في العالم العربي باسم "الربيع العربي" 2011. ثم كان دخول روسيا على خطّ أوكرانيا، وتمرّد أفريقيا وما يحصل في الأراضي الفلسطينيّة مؤشّرات أخرى على أن قائد العالم لم يستفد من دروس الماضي جيّدا.
والسؤال: كيف يمكن لواشنطن أن تقود العالم وترمّم النظام العالمي وهي التي لم تستطع من باب المنافسة استيعاب النمو الاقتصادي الهائل في الصين، ولم تتفهّم دوافع روسيا (النوويّة) في أمن حدودها، ولم تسمع صوت ملل أفريقيا من امتصاص مواردها، وأخيرا ها هي "قائدة العالم الحر" تقدّم الدعم المجّاني لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلي وتلتزم (مع أوروبا) بإسناد كل نشاطها الإجرامي وهي تحرق وتقتل أهل فلسطين وكأنها لا ترى جرائم الحرب والسلم، ولا تكترث لجثث النساء والأطفال في غزّة وغيرها.
لم يعد هناك مجال للشك في أن النظام العالمي يتصدّع، ويبدو أن الولايات المتحدة قد قطعت كل خطوط المصالح مع القوى النظيرة، وفقدت مصداقيتها مع حلفائها من القوى الإقليميّة في العالم، ولم يعد أمامها سوى إمّا أن تعود إلى صوابها وتراجع حساباتها، أو أن تواصل الجنون وتجرّ العالم إلى حرب عالميّة لن تكون واشنطن كاسبة أبدا فيها، فالحظ لا يطرق الباب ثلاث مرات.
قال ومضى:
الحمقى لا يصغون للنصيحة.. مهما بدت أمينة فصيحة.




http://www.alriyadh.com/2040630]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]