ملابسنا ثقافة.. أسبوع الموضة في الرياض

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png "الأغلب أنهن يخيطون ملابسهن وملابس أزواجهن وأولادهن بأنفسهن؛ يعني أن المرأة هي المسؤولة عن تنفيذ الملابس كافة"، هكذا قالت د. ليلى بنت صالح البسام الخبيرة في التراث وأستاذ الأزياء والمنسوجات في حديثها للقناة الثقافية على هامش "أسبوع الموضة" في الرياض، استوقفني حديث الخبيرة البسام عن الثياب وهي بالفعل مرجع رصين لثقافة الأزياء وأجد أننا بحاجة ماسة لتوثيق هذه المعطيات الاجتماعية التي تحكي في تفاصيلها وطيات ثيابها حكايا الأمهات والجدات، تذكرت قصة لسيدة فاضلة أمد الله في عمرها وهي تروي خجلها من الناس حينما غادر ابن زوجها المنزل دون أن تخيط طرف ثوبه في صباح العيد وانتابتها نوبة بكاء لشعورها بالخجل من جهة والرهبة من لوم الناس عليها وتقريعهم وسوء ظنهم رغم محبتها المفرطة له وكبر هذا الرجل وهو جد اليوم وأبر الناس بها رغم كثرة أبنائها، هذه القصة جعلتني استشهد بما بدأت به المقال لأنه من المهم أن نستحضر المعاني الإنسانية في كل أوجه الحياة والممارسات اليومية.
علاقة المجتمع السعودي مع الأناقة تاريخية أحد أوجه تجسيدها البيت الشعري الخالد للشاعر خالد الفيصل حفظه الله حينما قال:
يا حاسدي على لبسة الكوت
وشلون لو تدري وش ربي عطاني
والممتع في ثقافة الألبسة لدينا التنوع الثقافي للمناطق والحضور الزاهي للألوان، واليوم ومع كل هذه التحولات الاجتماعية والاقتصادية النوعية نعيش في مظاهر متجددة من الأزياء ولعل إحدى المبادرات كانت في عام 2018 حيث استضافت الرياض "أسبوع الموضة العربي" في منتصف أبريل وكانت مؤشرا للحضور الرسمي للرياض كعاصمة للموضة، المختلف في هذا العام أن النسخة كانت أكثر إبهارا وبشعار لافت "أسبوع الموضة السعودي" وهو الأول من نوعه وأقيم من 21 إلى 24 أكتوبر، وشهد 12 عرضا مباشرا وبثيمات مختلفة لكل يوم تنوعت بين الكوتور وأزياء الرجال والنساء ورافق الحدث العديد من المعارض المهمة منها معرض "تصور" بجانب حضور متألق للمصممين السعوديين ونجوم الموضة.
معرض الدرعية للفنون والأزياء والذي سبق هذا الحدث أيضا بأسبوع شكل علامة فارقة ليس لاختيارهم مطل البجيري فقط لكن لتركيزه على تراث الدرعية الأصيل والذي تشكل عبر قطع فنية لافتة لدار الأزياء السعودية "رامزين" للمصمم السعودي الشهير عبدالرحمن الرميزان. هذا النوع من الزخم الفني والمواهب الوطنية الشابة والمبدعة والتكامل الإبداعي محفز حقيقي للتحول المرتقب في قطاع الأزياء، وتماما كما قالت صاحبة فكرة أسبوع الموضة سمو الأميرة نورة الفيصل آل سعود بحديثها لجريدة الشرق الأوسط: "إن المقصود عند الحديث عن الموضة والأزياء هو الوجه الإبداعي أو مرآة تعكس ثقافة البلاد، ووجهها الحضاري، ومن هنا كان إطلاق مشروع مجتمع الأزياء السعودي"، ولعل سمو الأميرة نورة هي العقل الوطني المؤسس لدينا للمزيد من أسابيع الموضة وتوثيقها تماما كما أسست "إليانور لامبرت" أول أسبوع للموضة في نيويورك في عام 1943.
كم هو مبهر رؤية كل هذه الخطوات والنجاحات خاصة في قطاع ظل لسنوات خارج نطاق العمل المؤسسي وخارج الذائقة الوطنية الفاخرة. بل كثيرا ما كان يميل بعض التجار للربح السريع وتغليب المصانع الرخيصة التي ملأت الأسواق بالألبسة المستهلكة والرثة في بعض الأحيان، حتى أصبح الكثير من السيدات يفضلن تفصيل ثيابهن محليا، ومع التسهيلات الجديدة وتطور المنظومة التجارية والعملية أصبحنا نشاهد في كل يوم ولادة مصمم ومصممة لهم منا كل التقدير والدعم، بل لا أجمل من أن ترتدي قطعة تشبهك وحلة حيكت بمهارة من عقل يفهمك.. دمتم بتألق.




http://www.alriyadh.com/2041197]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]