المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيكولوجية التسليم والاستسلام



المراسل الإخباري
11-02-2023, 05:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png التسليم والاستسلام هما حالة نفسية يصبح فيها الشخص مستعدًا للخضوع والاستسلام لمواقف أو ظروف معينة بدلاً من مقاومتها أو السعي لتغييرها، وقد ينتجان عن عدة عوامل بما في ذلك الإحباط والإرهاق النفسي والشعور بالعجز أو فشل المحاولات السابقة للتغيير، وتعتبر التجارب السلبية المتكررة والضغوط النفسية والمشاكل الشخصية والاجتماعية والمهنية واحداً من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى التسليم والاستسلام، على سبيل المثال إذا كان الشخص يواجه صعوبات كبيرة في العمل ويشعر بالإحباط المستمر، فقد يصل إلى نقطة يفقد فيها الأمل في تحسين الأوضاع ويقبل بالوضع الحالي بدلاً من محاولة التغيير.
يمكن أن يكون التسليم والاستسلام آلية دفاعية للتعامل مع الضغوط والصعاب، ويعتقد الشخص أنه لا يملك القدرة على التحكم في الأوضاع أو تغييرها، وبالتالي يستسلم للظروف بدلاً من القتال ضدها، إنها طريقة للتخلص من الشعور بالإحباط والإجهاد، على الرغم من أنها قد تكون غير صحية في بعض الحالات، وهي ليست دائمًا سلبية، فقد يكون بعض الأشخاص يتبنون هذا النهج لتقبل الأمور التي لا يمكن تغييرها والتركيز على الأشياء التي يمكنهم تغييرها، ومع ذلك قد يكون من الأفضل في العديد من الحالات محاولة التغيير والتصرف بشكل فعال للتغلب على الصعاب وتحسين الوضع الحالي.
الضغوط الاجتماعية يمكن أن تؤثر على قرارات الفرد وسلوكه، فعندما يتعرض الشخص لضغوط من المجتمع أو الثقافة المحيطة به، قد يميل إلى التسليم لهذه الضغوط بدلاً من الثبات على مبادئه الشخصية أو تحقيق رغباته الخاصة، وتشمل توقعات العائلة، أو الأصدقاء، أو المجتمع بشكل عام. وقد يكون التسليم والاستسلام مرتبطين برغبة الفرد في الاندماج اجتماعيًا وتجنب الاختلافات أو الصراعات، فيشعر بالضغط لمطابقة توقعات المجتمع أو مجموعة معينة، وبالتالي يمكن أن يتخذ قرارًا بالتسليم لتلك التوقعات بدلاً من التصرف بطريقة تعبر عن هويته الشخصية الفردية.
كذلك الثقة الاجتماعية تؤثر في قدرة الفرد على التحمل والصمود أمام الضغوط الاجتماعية، فإذا كان لدى الشخص ثقة عالية في دعم المجتمع أو الأصدقاء، فقد يكون أكثر قدرة على مقاومة التسليم للضغوط والثبات على مبادئه الشخصية، على العكس من ذلك قد يؤدي الشعور بالعزلة الاجتماعية أو قلة الدعم إلى زيادة احتمالية التسليم والاستسلام. يؤثر التسليم والاستسلام على التغيير الاجتماعي، فعندما يستسلم الأفراد بشكل كبير للظروف القائمة ويتجنبون المقاومة أو التحدي؛ فإنه يمكن أن يعوق ويمنع حدوث التحولات الإيجابية في المجتمع، ويمكن أن يكون التغيير الاجتماعي محفزًا للتحسين والتطور. على الجانب الآخر قد يكون للتسليم والاستسلام الاجتماعي أيضًا جوانب إيجابية؛ فعندما يتحد الأفراد ويتسلمون معًا لهدف مشترك أو قضية اجتماعية، فإنهم قد يحققون تغييرًا أكبر من خلال العمل الجماعي والتعاون، ففي هذه الحالة يتم استخدام التسليم والاستسلام بطريقة تؤدي إلى الوحدة والتأثير الاجتماعي الإيجابي.
الاستسلام ليس الهزيمة؛ إنه الاعتراف بأن هناك أمورًا خارجة عن سيطرتك والقدرة على السماح لها بالمرور، وعندما تتعلم أن تترك بعض الأشياء لتسير وفقًا لطبيعتها، فإنك تجد السلام والاسترخاء في التسليم، وهو أقوى عمل من أعمال الشجاعة، وهو القوة الحقيقية في الاستسلام لما لا يمكن تغييره، وعندما يبدأ الاستسلام يبدأ النجاح، يقول (روبن شارما): التسليم ليس القبول المبكر للهزيمة، بل هو القبول الحكيم للواقع. ويقول (رينه فرانك): التسليم هو النجاح في قبول ما لا يمكن تغييره والقدرة على تغيير ما من الممكن تغييره.




http://www.alriyadh.com/2041196]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]