المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تختبر ضميرك وبوصلتك الأخلاقيّة؟



المراسل الإخباري
11-06-2023, 03:50
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كثيرٌ من الناس يتعامل مع الناس والأحداث والمواقف وفق ما يمليه عليه الفعل، ورد الفعل، أو حسابات المنفعة الذاتيّة دون ترشيد أخلاقي، أو وازع من ضمير (باعتبار أنّه يمتلكه). وأسوأ هذه الأمور تأتي حينما يندمج ويسير الضمير الفردي (الأخلاقي) دون رويّة أو رؤية داخل ضوضاء ضمير جمعي غوغائي لا توجّهه بوصلة أخلاقيّة، وهنا تأتي حُزْمَة أسئلة ومنها: هل يمكن أن يموت ضمير الشخص فعلًا؟ وهل هناك موت دائم، أم هو موت مؤقت للضمير يعود بعده للإفاقة بعد "التوبة"؟ وسؤال آخر.. هل موت الضمير يعني موت الحد الأدنى من الوعي الصادق بالذات والعالم من حول صاحبه؟،
تشير الدراسات إلى إنه يمكن تفسير مفهوم اختفاء (غياب) ضمير الإنسان بطرق مختلفة، ولكن ما يعنينا هنا هو ذلك النوع من الغياب المنعكس على الناحية (السلوكيّة) النفسيّة التي تؤدي إلى فقدان الشخص لأبسط متطلّبات الالتزام القيمي والأخلاقي الذي يوجّه تفكيره وسلوكه وطرق اتخاذه للقرارات بوصفه إنسانًا، وإذا كان المعنى البسيط الجميل للضمير يعني درجة إحساسك الداخلي بالصواب والخطأ، فماذا يمكن القول لمن يجادلك (في كل موقف يستدعي صوت الضمير النقي) بمفهوم فلسفي جدلي يزعم ألّا خطأ ولا صواب سوى ما يحقّق المصلحة.
لا بأس أن توجد فئة من الخلق تتبنى مفاهيم المصلحة، والضرورات النفعيّة، ولكن من الصعب قَبُول قيام هذه الشريحة بفرض هذا المفهوم الانقلابي على المفاهيم الإنسانيّة المتصالحة، أو محاولة وضعه معيارًا للحكم على من تحرّكهم ضمائرهم وبهم تستقر المواثيق والعلاقات، وكما أن وجود هؤلاء المارقين على نواميس الأخلاق من حقائق الحياة، ولكن فرض قناعاتهم يناقض هذه الحقائق الكونيّة، وأساس الثنائيات فيها وهي التي تنتظم فينا وحولنا، فهناك النور والظلام، والليل والنهار، والحق والباطل.
وتأسيسًا على كل هذا، كيف يمكننا اختبار مدى صلاحيّة ضمائرنا، وجودة أحكامها ضمن بوصلة أخلاقيّة تجعل لحياتنا معنى وقيمة؟ في المقام الأول لا بد من تحديد "المرجعيّة الأخلاقيّة" التي تزودنا بالقيم العليا، ومكارم الأخلاق التي تجعلنا بشرا نختلف عن بقيّة الكائنات، ومن ثم الالتزام بها وصيانتها، ومن هنا آمنت البشريّة بما هو دين حق ليكون مرجعيّة تتساوى أمام ميزانها كل الرؤوس، ثم كان ويكون (قبل وبعد) النظام الأخلاقي للتعايش ليؤسس مكارم الأخلاق التي يمكنها أن تقيم النظام الاجتماعي والثقافي المتسامح.
وما يحصل في عالم اليوم من هزّات للضمير الإنساني مردّها في الأساس إلى عبث شياطين الجن والإنس في منظومة الدين والأخلاق (المرجعيات)؛ حتى تكون المصلحة الأنانيّة هي الإله المعبود، والنتيجة بطبيعة الحال ظهرت في استسهال الصراعات والدماء، والعراك على "المال" مقابل المزيد من هدر القيم، وتغييب الضمير حتى بات من الناس من يظهر مسخاً ممسوخًا أمام وسائط التقنية لجلب النقود والشهرة في سعيه لامتلاك كل شيء، وبطبيعة الحال فإنّ الثمن الذي يدفعه هو البقيّة الباقية من صفاء روحه ونقاء ضميره.
قال ومضى:
سيكون لك في التاريخ صفحةً عنوانها "من النماذج الرديئة".




http://www.alriyadh.com/2041879]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]