المراسل الإخباري
11-10-2023, 03:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يروى أن أحد الحكام في قديم الزمان حكم على رجلين بالإعدام شنقاً بسبب جريمة ارتكباها. وتقرر أن يسجن الرجلان ويكون موعد الإعدام بعد شهر واحد. أحد الرجلين السجينين كان فاقداً للأمل يائساً وخاضعاً يكفكف دموعه في ظلمة السجن ينتظر مصيره المحتوم. بينما كان الرجل السجين الآخر منغمساً في التفكير للبحث عن مهرب أو طريقة تخلصه من حبل المشنقة. وفي إحدى الليالي وفي وسط تأملاته وهو يحاول أن يعتصر الأفكار ويتذكر ما الذي كان يحبه الحاكم وما الذي يكرهه تذكر أمراً مهماً! تذكر أن ذلك الحاكم كان يعشق حصاناً له ويقضي أوقاتاً طويلة بصحبته. وهنا خطرت له فكرة غير اعتيادية..
صاح الرجل في السجان ليطلب لقاء الحاكم في أمر عاجل ومهم، استغرب الحاكم ووافق ليعرف ما هذا الموضوع المهم والعاجل؟ نظر الرجل إلى الحاكم وتحدث بكل ثقة: "أنا استطيع أن أعلم حصانكم كيف يطير في سنة واحدة! ولكن لكي أتمكن من تعليمه الطيران ذلك فلا بد من تأجيل تنفيذ الإعدام!". وافق الحاكم وهو يتخيل نفسه كيف سيكون الشخص الوحيد الذي يمتلك الحصان الطائر الوحيد في هذا العالم. رجع الرجل سعيداً والابتسامة تعلو محياه، وبالمقابل كاد السجين الآخر اليائس يجن وهو يسأل رفيقه: "هل أنت مجنون! هل فقدت عقلك؟ أنت تعلم أن الحصان من سابع المستحيلات أن يطير فكيف تجرأت على طرح هكذا فكرة؟".
أجاب السجين الذي تأخر تنفيذ إعدامه عاماً كاملاً بقوله: "ما تقوله صحيح، ولكنني امتلك الآن أربعة احتمالات للنجاة ونيل حريتي وهي: "أن يموت الحاكم خلال هذا العام.. أن أموت أنا وتكون ميتتي الطبيعية خير لي من الإعدام شنقاً.. أن يموت الحصان.. أن أنجح في تعليم الحصان الطيران!".
يستشهد البعض بهذه القصة الخيالية على أهمية عدم اليأس والتفكير دوماً بالبحث عن الحلول والتي قد يكون أحدها هو السبيل للنجاة أو النجاح.
ولكن أحب أن أناقش هذه القصة من منظور مختلف.. هل وضع الرجل الذي نجح بتأخير حكم الإعدام من ضمن حساباته كيف سيكون مصيره الأسود أو ما العقاب الشنيع الذي سيناله إذا انفضح وانكشف كذبه وتلاعبه أمام الحاكم بعد عام أو حتى قبل انقضاء العام؟
في الواقع وفي عالم الإدارة الكثيرون من الأشخاص على شاكلة السجين الكذاب يستخدمون أساليب وحيلاً تشبه قصة الحصان الذي يطير تارة لكسب الوقت والمناورة لاحقاً وتارة لتعطيل المشاريع التي تتعارض مع مصالحهم الشخصية أو لا تسير وفق هواهم ومزاجهم. ومن أكثر الحالات هي المديرون الذين يأتون لمنظمات للعمل فيها لمدة قصيرة ومحدودة مع إطلاق الوعود الكاذبة والحالمة في محاولة للخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية الوقتية القصيرة ولو أدى ذلك إلى خسائر كبيرة وطويلة الأمد للمنظمة.
وختاما، القضية الأساسية والمشكلة ليست في الحصان الذي لن يطير، بل في الفرص التي تطير، والكفاءات التي تطير، والأوقات والجهود والميزانيات التي تطير بسبب نوعية المديرين والمسؤولين معدومي الضمير وأصحاب الشر المستطير. فهذه النوعية من المديرين لا ترى أي مشكلة في أن تقصقص أجنحة العصافير والصقور وتضعها على ظهر الأحصنة لكي تقنع من حولها بمشروع الحصان الذي يطير..
http://www.alriyadh.com/2042619]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
صاح الرجل في السجان ليطلب لقاء الحاكم في أمر عاجل ومهم، استغرب الحاكم ووافق ليعرف ما هذا الموضوع المهم والعاجل؟ نظر الرجل إلى الحاكم وتحدث بكل ثقة: "أنا استطيع أن أعلم حصانكم كيف يطير في سنة واحدة! ولكن لكي أتمكن من تعليمه الطيران ذلك فلا بد من تأجيل تنفيذ الإعدام!". وافق الحاكم وهو يتخيل نفسه كيف سيكون الشخص الوحيد الذي يمتلك الحصان الطائر الوحيد في هذا العالم. رجع الرجل سعيداً والابتسامة تعلو محياه، وبالمقابل كاد السجين الآخر اليائس يجن وهو يسأل رفيقه: "هل أنت مجنون! هل فقدت عقلك؟ أنت تعلم أن الحصان من سابع المستحيلات أن يطير فكيف تجرأت على طرح هكذا فكرة؟".
أجاب السجين الذي تأخر تنفيذ إعدامه عاماً كاملاً بقوله: "ما تقوله صحيح، ولكنني امتلك الآن أربعة احتمالات للنجاة ونيل حريتي وهي: "أن يموت الحاكم خلال هذا العام.. أن أموت أنا وتكون ميتتي الطبيعية خير لي من الإعدام شنقاً.. أن يموت الحصان.. أن أنجح في تعليم الحصان الطيران!".
يستشهد البعض بهذه القصة الخيالية على أهمية عدم اليأس والتفكير دوماً بالبحث عن الحلول والتي قد يكون أحدها هو السبيل للنجاة أو النجاح.
ولكن أحب أن أناقش هذه القصة من منظور مختلف.. هل وضع الرجل الذي نجح بتأخير حكم الإعدام من ضمن حساباته كيف سيكون مصيره الأسود أو ما العقاب الشنيع الذي سيناله إذا انفضح وانكشف كذبه وتلاعبه أمام الحاكم بعد عام أو حتى قبل انقضاء العام؟
في الواقع وفي عالم الإدارة الكثيرون من الأشخاص على شاكلة السجين الكذاب يستخدمون أساليب وحيلاً تشبه قصة الحصان الذي يطير تارة لكسب الوقت والمناورة لاحقاً وتارة لتعطيل المشاريع التي تتعارض مع مصالحهم الشخصية أو لا تسير وفق هواهم ومزاجهم. ومن أكثر الحالات هي المديرون الذين يأتون لمنظمات للعمل فيها لمدة قصيرة ومحدودة مع إطلاق الوعود الكاذبة والحالمة في محاولة للخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية الوقتية القصيرة ولو أدى ذلك إلى خسائر كبيرة وطويلة الأمد للمنظمة.
وختاما، القضية الأساسية والمشكلة ليست في الحصان الذي لن يطير، بل في الفرص التي تطير، والكفاءات التي تطير، والأوقات والجهود والميزانيات التي تطير بسبب نوعية المديرين والمسؤولين معدومي الضمير وأصحاب الشر المستطير. فهذه النوعية من المديرين لا ترى أي مشكلة في أن تقصقص أجنحة العصافير والصقور وتضعها على ظهر الأحصنة لكي تقنع من حولها بمشروع الحصان الذي يطير..
http://www.alriyadh.com/2042619]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]