المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوراق من حقيبة صحفي



المراسل الإخباري
11-11-2023, 03:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا أتذكر كيف وصلني الكتاب، فطريقتي في اقتناء الكتب تعتمد على الشراء أولاً والإهداءات ثانياً التي تصلني من مؤسسة ثقافية أو صديق، مثلي مثل غيري في هذا الجانب، ومع زحمة الكتب أحياناً يتأجل استعراضها وتتأجل قراءتها أكثر، والكتاب الذي أعنيه هنا هو كتاب «أوراق من حقيبة صحفي» لأحد أهم رواد الصحافة السعودية تركي بن عبدالله الناصر السديري، الأب الروحي للكثير من الكتاب والمثقفين، ولم يخطر ببالي وربما على بال الكثير ممن اطلعوا على هذا الكتاب أن يكون المحتوى شيئاً آخر غير مجموعة من المقالات الصحفية أو لقاءات في وسائل إعلامية مفرغة داخل هذا المؤلف، ولكن الكتابة بخط صغير في أعلى إحدى زوايا الكتاب تحيل إلى جنس أدبي آخر غير المقال أو اللقاء المفرغ!
مجموعة قصصية هكذا جاء في إحدى زوايا الكتاب بخط صغير، ومع الدهشة التي تلبستني كان التفاعل ابتسامة بهجة.
بهجة بقراءة موعودة لكاتب من العيار الثمين في العرف الصحفي، وترقب لانطباع قادم يطرح الفضول الملح بسؤال أكثر إلحاحاً.. هل سيكون المستوى بالمستوى نفسه!؟
مستوى الكتابة القصصية على مستوى الكتابة الصحفية نفسها!؟
هناك مجموعة من كتاب المقال كتبوا القصة وغيرها من الأجناس الأدبية، والمتابع والمهتم على اطلاعٍ بهذا التنوع ويقرأ لهم هنا وهناك، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، وعنصر الدهشة والاستغراب يحث الخطى على التقليب في الصفحات المسطرة بالقصص لكاتب عرف بالكتابة والإدارة الصحفية على مدى تاريخه العامر الحافل المساند لأبنائه وبناته الكتاب على طول المشهد الصحفي وعرضه، ولكن هؤلاء الأبناء المنتشرين على أفق واسع من المساحة الصحفية السعودية بل وحتى العربية لا يعلم أكثرهم بأن هذا الأب الروحي -رحمه الله تعالى- كاتب قصة!
«قريتي يسكنها الفرح تظللها غيمات الربيع وتدللها رياحه الندية فتمسح عن جبينها ذرات غبار الصحارى.. أذكر جيداً عجائز النخيل بسيقانها الطويلة تتمايل على هاماتها خصلات من أوراق خضراء وأخرى شاحبة.. ويستبد بها الهوس كراقصة غجرية عندما يشتد زأر الرياح».
«تهربين من طفح الموج الأبيض.. لا تريدين أن تكوني رغوة الفرح الطارئة.. وتخافين ذلك الجفاف الذي يعصف بأزهار سحابة الصيف.. وأيضاً تخافين ذلك الجفاف الذي يعصف بأزهار سحابة الصيف.. وأيضاً تخافين أفول إخصاب الربيع..
زورقك في عالمي يذهب إلى أبعد من الصيف والربيع.. إنه يتوغل في كل الأيام..».
«إنك ترفض دائماً أن تهاجر في العيون الخضر.. أسراب كثيرة أيها الصديق من الطيور تهاجر طوال العام.. بعضها يحط في السهوب والبعض الآخر يأخذ راحته على القمم وعندما ينهكها التعب.. وتقرر أن ترتاح.. تتعارف.. تتواد.. ثم تحب».
«الشمس المدارية كالمرأة العربية عندما تتقد بالعاطفة فإنها تملأ بالدفء كل مساحات الكائن الذي تحبه – منزلاً.. أو طفلاً.. أو رجلاً.. فالشمس المدارية لها ساعة معينة من النهار تغرس فيها أشعتها إلى ما وراء الصخور والتربة إمعاناً في البحث عن عمق أكثر حرارة في استقبال دفئها.. وهي مثل المرأة العربية لم تكتشف كل حسناتها بعد..»
هذه نماذج مما كتب الأديب القاص الذي كسبته الصحافة، وفقدته القصة، ويكفي أن نقرأ النماذج أعلاه؛ لنعرف أي قاص استأثرت به الصحافة وفازت به، وخسرته القصة.
لغة سبقت عصرها، وأسلوب تجاوز النمطية المكررة، ومن يقرأ ما بين دفتي الكتاب الصادر عن النادي الأدبي بالرياض في طبعته الأولى: فبراير 2021- رجب 1442هـ قد لا يصدق أن هناك كاتباً سعودياً كتب بهذا الأسلوب قبل خمسين عاماً أو تزيد!




http://www.alriyadh.com/2042808]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]