تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مارفلز ترفض العرب



المراسل الإخباري
11-16-2023, 03:42
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
منذ 13 عاماً تقريباً، عرض نادي الصحافيين الأجانب في لندن، فيلماً وثائقياً بعنوان (العرب السيئون)، وفيه تأكيد على وجود توجه ثابت عند منتجي هوليود يصر على تقديم العرب والمسلمين بصورة سلبية وبعيدة عن الحقيقة، وبما يخدم السياسات الأميركية ويقنع الشارع الأميركي بتوجهاتها الحالية والمستقلية..
الصورة النمطية في المجتمعات الغربية عن دول الشرق والعرب ليست مشجعة، وقد مارس المستشرقون الأوربيون دوراً في صناعتها، وكان الغرض من التشويه وإنتاج الأكاذيب، وإيجاد تبريرات لاستعمارهم أو حروبهم، كاستخدام حجة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وبما يشرعن الحرب ضده في 2003، والتي شاركت في إدارتها بيوت خبرة متمرسة، وأنتجت لأجلها معرفة مؤقتة، فقدت قيمتها بانتهاء وظيفتها، وهذه المعرفة لم تعكس الحقيقة على الأرض، وفكرة الرجعية والوحشية والبدائية، وظفتها أوروبا في أماكن متفرقة، فقد عمل كريستوفر كولومبوس في القرن الخامس عشر الميلادي، على تلفيق تهمة آكلي لحوم البشر إلى الهنود الحمر، وهم سكان أميركا الأصليون لتبرير قتلهم، وقبل وصول هتلر إلى الحكم بثلاثين عاماً، قامت ألمانيا القيصرية بالتورط في أول إبادة جماعية عرفها القرن العشرون، بإبادتها لما نسبته 75 % من شعب الـ(هيريرو) في ناميبيا، خلال الفترة ما بين عامي 1904 و1907.
بالإضافة إلى التخصص الدقيق في جوانب الاستشراق، فالمستشرقون القدامى اعتمدوا في أعمالهم على دراسة التراث العربي بأكمله، ومعه العقيدة والتفسير، وحاولوا التشكيك فيها، وإدخال معلومات محرفة عليها، وفي العادة يتم الرد عليهم من أهل العلم الشرعي، إلا أن الموجود في الوقت الحاضر مختلف، ويتناول دور المرأة وحقوق الطفل، ومعهما القانون والعدالة الاجتماعية، وإدخال المذاهب والتوجهات الدينية، كما هو الحال في استثمار إدارة باراك أوباما لمسألة التفاصيل الدينية، ضمن ما أطلقت عليه ادارة المفاهيم في البنتاغون تسمية الربيع العربي، واتضح فيما بعد أنه كان خريفاً كابوسياً، ووظف في مشروع جماعات الاسلام السياسي، وحاول تحريك خلافات مصنوعة بين السنة والشيعة في المنطفة، من خلال استغلال الملف النووي الايراني، ولكنه لم ينجح وحل التوافق محل الخلاف، وهناك الاستشراق الانثربولوجي واللغوي وغيرها.
إلا ان الاصعب هو الاستشراق الداخلي، الذي يهتم بنظرة العربي للعربي الآخر، وهذه مشكلة اضافية موجودة بين عرب الاطراف وعرب المركز، وحدثت بعد اكتشاف النفط في المملكة ودول الخليج، وكنتيجة لعمليات التطور والبناء وتشكل مفهوم الدولة الحديثة فيها، ما استدعى الى استقدام أيدٍ عاملة ومعلمين من عرب الشمال، وبعض هؤلاء سجل احتقاناته وتذمره من انقلاب المعادلة في شكل كتابات روائية، والمؤسف انها في مجملها قدمت صورة سلبية عن الخليج، وتجنت على المملكة بدرجة أكبر من البقية، ومن روايات المرحلة: نجران تحت الصفر، والطريق الى بلحارث، وكلاهما يظهر موقفاً اثنولوجياً عنصرياً لا يقبل التفاوض، مع ان كتابها عرب بكل أسف.
أولى محطات التقاطع بين الشرق العربي والغرب المسيحي، جاءت في فترة الحملات الصليبية، التي رسمت صورة في ذهن كل طرف عن الآخر، في تلك الأيام، وكانوا يعتبرونهم طائفة مسيحية خارجة ويسمونهم (المحمديون)، وفي التراث الغربي هناك رواية (دون كيخوته)، للروائي الاسباني ميغيل سيرفانتيس، وكلامها عن بطولاته ورمانسيته، واظهارها لصورة متجنية عن العرب، في شخصية سميت بالعربي المسحور، وكأنه يشير إلى أن أرض العرب مشغولة بالغيبيات والسحر والعربدة والأمور المشابهة، وفي رواية (الإرهابي) للاميركي جون ابدايك، المنشورة بعد تفجيرات 11 سبتمبر مباشرة، تأكيد على أن العربي مهما اختلفت تركيبته، فإنه لن يكون إلا متطرفاً، وفي هذا تجنٍ غير مفهوم.
المسألة أقدم مما نتصور، فقد كانت موجودة من أيام الحضارة اليونانية، في تعاملها مع الشعوب الشرقية صاحبة الريادة في ذلك الوقت، وبالأخص الحضارات الفرعونية والفارسية والصينية، التي ساهمت في تطوير علوم الرياضيات والفلك، وفي صناعة التراث اليوناني، ولكنهم انكروا دورها، في سبيل ما أسموه بالمعجزة اليونانية، وما سبق حول الدور الشرقي في بناء العظمة الغربية لاهل اليونان، تكلم عنه مارتن برنال في كتابه: أثينا السوداء، ومعها مجهودات ابن سينا الفلسفية ونقل ابن رشد لاوروبا شرح الميتافزيقيا لارسطو، لدرجة انهم كانوا يسمونه بالشارح العظيم، وفي هذا تقدير يستحقه، الا انهم عادوا وصنفوه وعلماء العرب والمسلمين المؤثرين، كحواضن للارث اليوناني والروماني، بمعنى انهم لم يقدموا شيئاً على الاطلاق، وفي هذا مغالطة كبيرة وتجاهل لانجازهم الفلسفي.
منذ 13 عاماً تقريباً، عرض نادي الصحافيين الاجانب في لندن، فيلما وثائقيا بعنوان (العرب السيئون)، وفيه تأكيد على وجود توجه ثابت عند منتجي هوليود، يصر على تقديم العرب والمسلمين بصورة سلبية وبعيدة عن الحقيقة، وبما يخدم السياسات الاميركية ويقنع الشارع الاميركي بتوجهاتها الحالية والمستقبلية، ومن الشواهد، وبحسب استطلاع أجراه معهد غالوب الاميركي، ان ما نسبته 75 % من الاميركيين، يعتبرون المسلمين المتواجدين في أراضيهم، بمثابة خطر عليهم، بجانب عدم وجود شخصية مسلمة أو عربية في زمرة الأبطال الخارقين لسلسلة (مارفلز)، وبدون شذوذ أو منغصات مقصودة، ولا أتصور أن أحداً سيخدم العرب اذا التزموا بمنطق ردات الفعل، ولم يبادروا بأنفسهم لتصحيح الأخطاء الغربية، وبأسلوب المعاملة بالمثل.




http://www.alriyadh.com/2043709]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]