المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ومض الكلام..!



المراسل الإخباري
11-17-2023, 04:14
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
بعض المشاعر تعبث بداخلنا فنفقد توازننا في لحظات نعتقد أننا ثابتون.. ونثبت في وقفات نظن أننا حينها مهزوزون، ذلك جزء من الإحساس بالتلاشي وأجزاء من تلاشي الإحساس.. كم هو مؤلم أن تحتضر عاطفتك في وقت نشاطها.. وأن تنشط في وقت احتضارها.. وكم هو مزعج أن تتألم وأنت تتأمل.. وتتأمل وأنت تتألم..
تعترك وعيك لينضج، وتطأ عقلك أحياناً لتستوعب غلياناً طارئاً، هناك تقف على حافة علامات الاستفهام، يعنيك أو لا يعنيك الأمر أنت في داخله حتمًا.. أنت تتجلى صدقاً حين تكون مستمعاً يتقن الإنصات، ومنصتاً يجيد الإصغاء، يقاوم شهوة التطفل المعنوي، ويتجنب نزوة الحكم على ما حوله.
الحياة فصول تتغير.. ودروس منها نتعلم، فقانون الثبات ليس له وجود فيها بأي صورة من الصور، الحياة في حالة دوران حتى لو تحاول أن تتوقف في مكانك فهي تسبقك ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎعة ﺣﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ.. عليك أن تدور معها بتسارع لكي لا تتجاوزك دونما تشعر، فبعض البطء هزيمة، بعض الضوء حولك قد يحيطك بعتمة، وشيء من العتمة قد يلفك بنور، وصِدقُك يَصنَع ملامحك، وشجونك قد تبني واقعك.. تتأمل الفرص، تتراكض حواليك، والحدث يتعاقب عليك تجمع شتاتك في قوالب عميقة حينها ستجد أن كلّ لحظة تَعِبتَ فيها عليكَ لَن تَضيع، وقتها ستدرك الفائت، وتستدرك الغارق وتذكر، فالتائه مَن يُدمِن الفراغ، والفارغ من لا تملؤه الأسئلة، وبينك والذُّبول اعتياد الكسل، والرضا بالعجز، وخديعة الوقت.
صنوف بشر يتسارعون حولك، يتقلبون خلفك، منهم من لديه قدرة طاغية في نحر أمنيات الآخرين، وإنعاش التوجس في قلوبهم، ولديه إمكانية عالية في إقصاء الواقع وغرز الخيال في وعيننا، وﻟﺪيه قوة صلب ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺃﺷﺨﺎﺹ مقربين في حياتهم إلى جدران طين تتفتت بماء النسيان.
معركة خاسرة عندما نظن أن الثقة بالنفس تصنع من كثافة إعجاب الآخرين بنا.. الحقيقة الواضحة أن الثقة بالنفس تكمن في يقيننا أن ذلك الإعجاب، وذاك الاهتمام من عدمه لن يجد تأثيراً علينا ولن يمنحنا قيم ظنية.
أحياناً قد ﻳﻜﻮﻥ أحدهم على ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ الذاتي مما واجهه في أمر ما فيخفق البعض في وعي حاجته، واحتوائه باللطف والمداراة ودعمه نفسياً بإيجابية فيشدّون ويتكاثفون عليه بالعتب والنصيحة والتوجيه.
كثير من الجدالات لا تصل لكل طرف بعلم أو حق ولا تنتهي بإيجابية بسبب صاحب فكر معبأ باتجاه منحاز، أو فكرة معلبة بمعايير مائلة، أو قناعة حادة، أو رأي أحادي، أو هو سب الشخصنة، أو عقل مؤجر لغيره وأخطرها انتصار للذات والأنا.
ربما تقهرك بعض الخيارات بأطرافها.. وتهزمك بعض الأطراف بخياراتها فتضحى كزمن ضاع بين الساعات، ووقت تاه بين التواريخ.. أو تكون كلغة بلا كلمات نطقت.. أحياناً يكون ما يروي عطشك من الماء سبباً في غرقك.. وتصعب بعض الخيارات أمامنا وتضعف قدرتنا على الاختيار والقرار.. بين أطراف يجمعها التفرق ويفرقها الاجتماع تجد نفسك نقطة ضوء بين الشمس والظل فحتماً تكون في أحرج حالاتك.
بعض المشاعر تعبث بداخلنا فنفقد توازننا في لحظات نعتقد أننا ثابتون.. ونثبت في وقفات نظن أننا حينها مهزوزون، ذلك جزء من الإحساس بالتلاشي وأجزاء من تلاشي الإحساس.. كم هو مؤلم أن تحتضر عاطفتك في وقت نشاطها.. وأن تنشط في وقت احتضارها.. وكم هو مزعج أن تتألم وأنت تتأمل.. وتتأمل وأنت تتألم..

ما أثقل هذا التفكير الذي يضعنا في خفة أنفسنا.. وما أخف ذلك الهاجس الذي يعتصرنا في ثقل ذواتنا.. لم أظن أن الحب يقسمنا إلى اثنين، كلاهما ملتصق.. ولم أزعم أن قلبي يستطيع المسير في محطات التوقف.. أو يتوقف في دروب المسير.. كل شيء يأتي بأشياء ويرحل بأشياء.. المهم بماذا سيأتي وبماذا سيرحل؟!
نعم قبل أن تختار لا بد أن تحتار.. ولكن أن تحتار بعد الاختيار فذاك يتعبنا.. وأن تبكي لا بد أن تقرر.. وقد تقرر ثم تبكي فتشعر حينها أنك محبوس في زجاجة ويد الحزن تمسح ظاهرك.. وتحس أحياناً أنك طليق في قيود.. ومقيد في حرية.. نعم، فالانتقاء بين الخيارات فكرة غبية في عقل ذكي.. أو عقل مغفل بفكرة مضيئة.. وهي حقيقة غائبة قد تحضر.. وخيال حاضر قد يغيب.. بين تلك الأطراف وثقل الخيارات تكون المسافة بين أصواتنا وأحاسيسنا بعيدة جداً.. وتمسي نبضاتنا قريبة من الخذلان.. ويضحي السكوت حاكماً لأفواهنا.. وتصبح الدموع تاريخاً في ذاكرة شيخوختنا..
أخيراً خذوها، لا تتعودوا أن تكونوا خيارات بين طرفين أو أن تكونوا أطرافاً بين خيارات.. ولا تجعلوا قلوبكم بين حالتين من الحب، فالقلوب لا تقسم إلى نصفين.




http://www.alriyadh.com/2043862]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]