المراسل الإخباري
12-01-2023, 03:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إنها قضية حقيقية ومؤثرة، ولسنا حساداً بقدر ما نكون نقاداً وغيورين على واقعنا الاتصالي المستباح وقيمنا التي يتم هدر معانيها بسلوكيات لأشخاص لا يدركون ما يقدمون ومعيارهم الكسب فقط، خصوصاً عندما يحدث تشويه عام، وتشويش على عقول المتأثرين..
عندما تتبلد الرؤى، وتنكسر البصيرة، ويُفهم الواقع بطريقة مشوهة جداً، وتصبح مساحات التوهم أرضاً خصبة لنمو الظنون الفارغة.
وواقعنا الاتصالي في كثير منه مشوّه جداً، واختلاطه بالجهل ممتد كثيراً، وسائل، ووسائط، ونماذج اتصالية غريبة.. المهمشون وحدهم يستفيدون حقيقة وواقعاً.. المعضلة أنهم يملؤون الفضاء الاتصالي بالضجيج.
لا تكاد وسيلة اتصالية جديدة إلا وتغتص بالمنتسبين، والمشاركين، والمتابعين، والمتفاعلين، والحراك طولاً وعرضاً.. حقيقة وواقع لا ينكر.
اندهشت كثيراً حين يوصف أحدهم بالنجم و"الفلتة"، حيث إن لديه آلاف المتابعين في وسيلته، والأدهى أنه قُدِم كإعلامي، أي حقق النجومية ولُقب بالإعلامي.. تتركه يتحدث فتعرف أنه لا يعلم ولا يفقه شيئاً عن: ماذا يعني النموذج الاتصالي في الإعلام، وما تعريف الإعلامي.. وما هي نظريات الإعلام.. يقول بنفخ: نحن تجاوزنا التنظير وأنتجنا إعلاماً جديداً يحبه الناس.. تسأله من هؤلاء الناس؟ يقول: المتابعون.. يرد عليه: إذاً هم ناسك ومجتمعك، متابعون لك ولغيرك.. لكنهم ليسوا الناس وليسوا المجتمع. يقول: يكفيني، ولم أصبح نجماً إلا بهم.. في هذه صدقت.. وماذا تقدم لهم: أقدم لهم الابتسامة والترفيه والضحك.. فهذا ما يريدونه.. إذاً ليس ما تريده فأنت تعطيهم على "قدر عقولهم".. يجيب: نعم.. أما أنتم التقليديون لا قيمة لكم بوجودنا نحن النجوم، نحن المشاهير، أم أنت لأجل أنك لم تشتهر تنتقدنا..؟!
صدق والله، هو ومن مثله صنع البسطاء منهم نجوماً، لكنه ليسوا نجوم ليل تضيء الدروب ويستدل بها، بل هم "نجوم القايلة" خلفهم عقول غارقة في السذاجة، والبلادة، والترفيات..
نجوم القايلة.. كسروا خصوصياتهم، وأباحوا أسرارهم، وكشفوا مستورهم، وصوروا طعامهم وبيوتهم وأُسرهم، مرروا رسائل الجهل "أحدهم يجادل في نص قرآني بكل حمق"، فميّعوا العيب، وخلعوا السمت، كل ذلك لهثاً لأجل أن يلفتوا انتباه الناس، لأجل زيادة المتابعين، لأجل الشهرة وبعدها المال، لهم ما يريدون.
مؤكد أنهم لا يفهمون معنى التأثير على الآخر، ولا يستطيعون تحمل المسؤولية فيما قد يتسببون فيه من أذى.. فانطلقوا من نافذة الوهن الفكري الذي تجسد في محاولة إقناع الآخر بوجهات نظرهم، وتمرير محتواهم المتضعضع، ورسائلهم الفارغة، والأدهى والأمّر حالة الهوس بالإعلان، والتباهي بكثافة المداخيل من ذلك على حساب مصداقية السلعة التي يعلنون عنها، وحقيقة الخدمة التي يروّجون لها.. حنث وقسم وحلف بأن تلك البضاعة ذات جودة، وستحل مشكلات من يقتنيها ويستخدمها، وتكثر الواوات حول ذلك.
الكثير كتب عن هذا الموضوع، الذي لن ينقطع الحديث عنه، من باب التثقيف والتوعية للمتلقي لأنها قضية حقيقية ومؤثرة ولسنا حساداً بقدر ما نكون نقاداً وغيورين على واقعنا الاتصالي المستباح وقيمنا التي يتم هدر معانيها بسلوكيات لأشخاص لا يدركون ما يقدمون ومعيارهم الكسب فقط، خصوصاً عندما يحدث تشويه عام، وتشويش على عقول المتأثرين، فيقود مثل أولئك حواس المتابعين، ويجرون ذائقتهم، ويعسفون على قراراتهم، ويؤثرون على خياراتهم، فيحدث التقمص وتكون التأثيرات عارمة.
ويبقى القول: الكثير يتابع ويطالع حجم الإشكالات والمشكلات التي تحدث لمثل أولئك من محاسبة ومساءلة وإيقافات وقضايا اجتماعية مزعجة تنتشر في المجتمع، تذهب بنا إلى أن حياة هؤلاء كلها ضجيج رغم الهدوء الذين يحاولون صنعه.. فإذا لم يخشَ بعضهم الله.. ولم يهتم بالقيم.. ويبالِ بالمروءة.. ويترك الخداع.. فيصدق، أقلها لا يلصق نفسه بالإعلام ومجاله، وليناموا في "قوايلهم باطمئنان".
http://www.alriyadh.com/2046254]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إنها قضية حقيقية ومؤثرة، ولسنا حساداً بقدر ما نكون نقاداً وغيورين على واقعنا الاتصالي المستباح وقيمنا التي يتم هدر معانيها بسلوكيات لأشخاص لا يدركون ما يقدمون ومعيارهم الكسب فقط، خصوصاً عندما يحدث تشويه عام، وتشويش على عقول المتأثرين..
عندما تتبلد الرؤى، وتنكسر البصيرة، ويُفهم الواقع بطريقة مشوهة جداً، وتصبح مساحات التوهم أرضاً خصبة لنمو الظنون الفارغة.
وواقعنا الاتصالي في كثير منه مشوّه جداً، واختلاطه بالجهل ممتد كثيراً، وسائل، ووسائط، ونماذج اتصالية غريبة.. المهمشون وحدهم يستفيدون حقيقة وواقعاً.. المعضلة أنهم يملؤون الفضاء الاتصالي بالضجيج.
لا تكاد وسيلة اتصالية جديدة إلا وتغتص بالمنتسبين، والمشاركين، والمتابعين، والمتفاعلين، والحراك طولاً وعرضاً.. حقيقة وواقع لا ينكر.
اندهشت كثيراً حين يوصف أحدهم بالنجم و"الفلتة"، حيث إن لديه آلاف المتابعين في وسيلته، والأدهى أنه قُدِم كإعلامي، أي حقق النجومية ولُقب بالإعلامي.. تتركه يتحدث فتعرف أنه لا يعلم ولا يفقه شيئاً عن: ماذا يعني النموذج الاتصالي في الإعلام، وما تعريف الإعلامي.. وما هي نظريات الإعلام.. يقول بنفخ: نحن تجاوزنا التنظير وأنتجنا إعلاماً جديداً يحبه الناس.. تسأله من هؤلاء الناس؟ يقول: المتابعون.. يرد عليه: إذاً هم ناسك ومجتمعك، متابعون لك ولغيرك.. لكنهم ليسوا الناس وليسوا المجتمع. يقول: يكفيني، ولم أصبح نجماً إلا بهم.. في هذه صدقت.. وماذا تقدم لهم: أقدم لهم الابتسامة والترفيه والضحك.. فهذا ما يريدونه.. إذاً ليس ما تريده فأنت تعطيهم على "قدر عقولهم".. يجيب: نعم.. أما أنتم التقليديون لا قيمة لكم بوجودنا نحن النجوم، نحن المشاهير، أم أنت لأجل أنك لم تشتهر تنتقدنا..؟!
صدق والله، هو ومن مثله صنع البسطاء منهم نجوماً، لكنه ليسوا نجوم ليل تضيء الدروب ويستدل بها، بل هم "نجوم القايلة" خلفهم عقول غارقة في السذاجة، والبلادة، والترفيات..
نجوم القايلة.. كسروا خصوصياتهم، وأباحوا أسرارهم، وكشفوا مستورهم، وصوروا طعامهم وبيوتهم وأُسرهم، مرروا رسائل الجهل "أحدهم يجادل في نص قرآني بكل حمق"، فميّعوا العيب، وخلعوا السمت، كل ذلك لهثاً لأجل أن يلفتوا انتباه الناس، لأجل زيادة المتابعين، لأجل الشهرة وبعدها المال، لهم ما يريدون.
مؤكد أنهم لا يفهمون معنى التأثير على الآخر، ولا يستطيعون تحمل المسؤولية فيما قد يتسببون فيه من أذى.. فانطلقوا من نافذة الوهن الفكري الذي تجسد في محاولة إقناع الآخر بوجهات نظرهم، وتمرير محتواهم المتضعضع، ورسائلهم الفارغة، والأدهى والأمّر حالة الهوس بالإعلان، والتباهي بكثافة المداخيل من ذلك على حساب مصداقية السلعة التي يعلنون عنها، وحقيقة الخدمة التي يروّجون لها.. حنث وقسم وحلف بأن تلك البضاعة ذات جودة، وستحل مشكلات من يقتنيها ويستخدمها، وتكثر الواوات حول ذلك.
الكثير كتب عن هذا الموضوع، الذي لن ينقطع الحديث عنه، من باب التثقيف والتوعية للمتلقي لأنها قضية حقيقية ومؤثرة ولسنا حساداً بقدر ما نكون نقاداً وغيورين على واقعنا الاتصالي المستباح وقيمنا التي يتم هدر معانيها بسلوكيات لأشخاص لا يدركون ما يقدمون ومعيارهم الكسب فقط، خصوصاً عندما يحدث تشويه عام، وتشويش على عقول المتأثرين، فيقود مثل أولئك حواس المتابعين، ويجرون ذائقتهم، ويعسفون على قراراتهم، ويؤثرون على خياراتهم، فيحدث التقمص وتكون التأثيرات عارمة.
ويبقى القول: الكثير يتابع ويطالع حجم الإشكالات والمشكلات التي تحدث لمثل أولئك من محاسبة ومساءلة وإيقافات وقضايا اجتماعية مزعجة تنتشر في المجتمع، تذهب بنا إلى أن حياة هؤلاء كلها ضجيج رغم الهدوء الذين يحاولون صنعه.. فإذا لم يخشَ بعضهم الله.. ولم يهتم بالقيم.. ويبالِ بالمروءة.. ويترك الخداع.. فيصدق، أقلها لا يلصق نفسه بالإعلام ومجاله، وليناموا في "قوايلهم باطمئنان".
http://www.alriyadh.com/2046254]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]