المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولا فخر



المراسل الإخباري
12-03-2023, 03:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إنّا بفضل الله وإن كنا نقتدي بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أننا لن نشبهه في تواضعه، بل سنقول للناس، خاصة للحاقدين: حاولوا أن تكونوا مثلنا، إن استطعتم، ولا أخالكم تستطيعون، وحتى ذلك الحين (لنا الفخر) وسنبقى بعزة من الله (فوق هام السحب) وأنتم في الثرى..
عدَّد صلوات الله وسلامه عليه بعضَ خصائصِه والمنحَ التي تفضل بها مولاه جل في علاه عليه في الدنيا، وفي الآخرة، وكان يتبع كل خصيصة بقوله: ولا فخر. مثل قوله: أنا سيّدُ ولد آدم، ولا فخر.
وكان هذا من تواضعه صلى الله عليه وآله وسلم، وإلا فإن الفخر كل الفخر له، ولا مثيل له في هذا الاصطفاء.
وأستلهم من هذا ما منّ الله به على هذه البلاد المباركة من النعم، وما خصها به من الفضائل، التي بزّت بها العالم، وأبهرت بها المعجبين، وأحرقت قلوب الحاسدين، وأشعلت نار الحقد في صدور الحاقدين، ثم هي بكل (فخر) تتعالى على الشتائم، وتصد السهام المغرضة، بمناقب أخرى، تستقطبها بقدرتها، وقيادتها، وتفاعل شعبها، وصلابة همتها، لتمضي في طريق العز، وبناء السؤدد، ورسم طريق المستقبل الباهر، متكئة على فضل الله، وعونه، ومستلهمة عزيمة مؤسسها، التي تحدت ظروفاً قاسية، لتنبي الصرح وتشيد البناء، ليأتي أبناؤه الأبرار من بعده فيواصلوا المسيرة، في ظروف معقدة، وأحوال عصيبة، وصراعات إقليمية، وعالمية، وأمواج متلاطمة من الغدر والخيانة الدولية، لكن السفينة أشبه ما تكون بالفلك المشحون، من ركبه نجى! فتجاوزت بفضل الله وعونه ما مرت به من المحن، وقاومت باستقرارها المتين ما أثير من الفتن.
وهكذا، استلم القيادة سيّد بعد سيّد، وقد كان المتربصون يتلهفون للفرقة والسقوط بين كل مرحلة وأخرى، فتفجؤهم القيادة السلسة تُستلم من قائد مضى، إلى قائد يخلفه، فيحمل الراية بساعد لا يقل عن الساعد الذي مضى إلى ربه –راضياً مرضياً-.
وهكذا، مضت الأمور في المملكة تسير بخطاها الثابتة، تنشر شذاها العابق نصرة ودعماً لكل قضايا الأمة، مع نكران لكل جهد، لا يكتفي بالنكران وحده حتى يضيف إليه المكر، والشتم، والاتهام الظالم، وهي كمن يسفهم الملّ، إذ تحسن إليهم ويسيئون إليها، وتصلهم ويقطعونها، وتعينهم ويتعاونون عليها.
واشتدت في هذا العهد الميمون هجمتهم، إذ أسفرت الوقائع عن تغير ملموس، وتجديد في الخطاب، والتعامل، والقوانين، ما أبهر العالم، وجعلهم يلتفتون إليها يعجبون من هذا التحول المدروس، يخطط لرؤية طموحة في سنين قصيرة بالنسبة للدول، لكنها كانت تحدّ من فكرِ شابٍ ملهم، بتوجيه حكيم من ذي خبرة طويلة، فقد كان أبوه ملكاً وهو أمير، واليوم يتبع الابن خطى أبيه، فهو ملك وهو أمير. وهذا ما جعل السهام تزداد انطلاقاً لتصيب منه مقتلاً، لكن الله حماه، وأيده بتحقق كثير مما كان يحلم به، ويخطط له، فأصبحت المملكة في سنوات قصيرة كما لم تكن في عقود طويلة! واشرأبت لها الأعناق، وملأت أخبارها الآفاق، وصار الفعل أكبر ردّ على تلك السهام الطاعنة، والرماح الغادرة، والزوبعات الفنجالية الحقيرة قدراً وأثراً! فاختيرت المملكة لمعرض إكسبو في عام الرؤية، ولإقامة كأس العالم في كرة القدم بعده بأربعة أعوام، وهذان الحدثان الجديدان على المملكة ليسا الوحيدين، ولكنهما الأبرزان، ويكفيان لسد حلوق الوالغين في الأعراض، المنتظرين للفشل، المتربصين بها ريب المنون! فكان الموعد كما قال المثل: الميدان يا حميدان.
فكان الميدان تثبيتاً وتصديقاً لقول الشاعر حينذاك:
نجد شامت لابو تركي واخذها شيخنا ،،،، واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها
وبهذا فإنّا بفضل الله وإن كنا نقتدي بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أننا لن نشبهه في تواضعه، بل سنقول للناس، خاصة للحاقدين: حاولوا أن تكونوا مثلنا، إن استطعتم، ولا أخالكم تستطيعون، وحتى ذلك الحين (لنا الفخر) وسنبقى بعزة من الله (فوق هام السحب) وأنتم في الثرى. (وصعبة أفعالنا لي بغاها غيرنا). هذا، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/2046521]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]