المراسل الإخباري
12-15-2023, 06:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يحكى في الأدب الشعبي السعودي أن رجلاً من كبار الشخصيات لبى دعوة إلى وليمة في إحدى القرى، ولما ذاق رز العنبر الشهي سأل الضيف مضيفه:"ما شاء الله! من أين وجدت هذا الرز؟"، فأجاب المضيف:"هذا رز عنبر عراقي وصلنا مؤخراً!"، فما كان من الضيف إلا أن طلب كيساً من هذا الرز ليجربه لاحقاً. وما هي إلا أيام قليلة ويلتقي الضيف من كبار الشخصيات مع المضيف في مناسبة أخرى. فقال الضيف: "الرز الذي أعطيتنا إياه مختلف عن الرز الذي أكلناه عندك!". فتبسم المضيف وأجاب: "رعاك الله قلت لي ابعث لي كيس الرز ولم تقل لي أن أرسل لك يد فلانة التي طبخت الرز!".
هذه القصة ذكرتني بأستاذ جامعي في جامعة أمريكية مرموقة زار أحد مصانع تويوتا في الولايات المتحدة الأمريكية ليجري مقابلة في أحد أبحاثه العلمية. وبينما هو يسير في المصنع استأذن الأستاذ من مدير المصنع ليأخذ عدداً من الصور للعمال ومرافق المصنع وخطوط الإنتاج. ولم يمانع مدير المصنع إطلاقاً. لم يصدق الأستاذ الجامعي أذنيه وراح يلتقط الصور المختلفة. وبعدها طلب على استحياء من مدير المصنع أن يسمح له بالتصوير بكاميرا الفيديو. وتفاجأ الأستاذ بمدير المصنع يسمح له مجدداً أن يصور كما يحلو له. وبعد أن صور الأستاذ الجامعي كل ما في المصنع ومرافقه بالفيديو توجه بسؤاله إلى مدير المصنع: "ألا تخشى أن آخذ هذه الصور ولقطات الفيديو وأشاركها مع شركات السيارات الأخرى التي تنافسكم في السوق؟ ألا تخشى من أن تتسرب أسرار مصنعكم إليهم؟"، نظر مدير المصنع إلى الأستاذ الجامعي وأجابه بكل هدوء وثقة: "ربما سيتمكن المنافسون من نسخ مرافقنا وآلاتنا، ولكنهم لم ولن يمتلكوا عمال مصنعنا ومهندسيه بجديتهم وإتقانهم".
سواء في حالة صانعة طبق الأرز أو عمال المصنع الياباني، فالرسالة هنا هي الدور الكبير الذي تلعبه الكفاءات في صناعة التميز والفرق، خاصة في زمن الأتمتة والذكاء الصناعي والرقمنة. وفي هذا الزمن تكثر المنظمات التي تغفل عن تقدير كفاءاتها وتفرط فيها بسبب مسؤولين لا يرون موظفيهم سوى أرقام في تقارير أو مجرد بيانات في قاعدة معلومات ويحسبونهم سلعة يمكن الاستغناء عنها واستبدالها في أي وقت. وبالمقابل فالمنظمات الناجحة تدرك أهمية الكفاءات وتقاتل بضراوة للحفاظ عليها وتطوير قدراتها وتمكينها.
وختاماً، القائد الفذ يستثمر في بناء ثقافة المنظومة الصحية وبيئة العمل الداعمة والمحفزة للنجاح وروح عمل الفريق، ويحرص على الاستثمار في مهارات موظفيه وسعادتهم ونجاحهم في العمل والحياة، وكل هذه المبادىء تعزز من القوة التنافسية للمنظومة وتجعل من الصعب استنساخ هذا النجاح ولو ضخت الميزانيات الكبرى لأنه قد تستطيع تعيين كفاءات تحمل أعلى الشهادات وتمتلك سيراً ذاتية عظيمة ولكن يستحيل نسخ فريق شغوف وتقليد موظفين طموحين كلهم ولاء وانتماء وإيمان برؤية طموحة وغاية سامية!
http://www.alriyadh.com/2048666]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هذه القصة ذكرتني بأستاذ جامعي في جامعة أمريكية مرموقة زار أحد مصانع تويوتا في الولايات المتحدة الأمريكية ليجري مقابلة في أحد أبحاثه العلمية. وبينما هو يسير في المصنع استأذن الأستاذ من مدير المصنع ليأخذ عدداً من الصور للعمال ومرافق المصنع وخطوط الإنتاج. ولم يمانع مدير المصنع إطلاقاً. لم يصدق الأستاذ الجامعي أذنيه وراح يلتقط الصور المختلفة. وبعدها طلب على استحياء من مدير المصنع أن يسمح له بالتصوير بكاميرا الفيديو. وتفاجأ الأستاذ بمدير المصنع يسمح له مجدداً أن يصور كما يحلو له. وبعد أن صور الأستاذ الجامعي كل ما في المصنع ومرافقه بالفيديو توجه بسؤاله إلى مدير المصنع: "ألا تخشى أن آخذ هذه الصور ولقطات الفيديو وأشاركها مع شركات السيارات الأخرى التي تنافسكم في السوق؟ ألا تخشى من أن تتسرب أسرار مصنعكم إليهم؟"، نظر مدير المصنع إلى الأستاذ الجامعي وأجابه بكل هدوء وثقة: "ربما سيتمكن المنافسون من نسخ مرافقنا وآلاتنا، ولكنهم لم ولن يمتلكوا عمال مصنعنا ومهندسيه بجديتهم وإتقانهم".
سواء في حالة صانعة طبق الأرز أو عمال المصنع الياباني، فالرسالة هنا هي الدور الكبير الذي تلعبه الكفاءات في صناعة التميز والفرق، خاصة في زمن الأتمتة والذكاء الصناعي والرقمنة. وفي هذا الزمن تكثر المنظمات التي تغفل عن تقدير كفاءاتها وتفرط فيها بسبب مسؤولين لا يرون موظفيهم سوى أرقام في تقارير أو مجرد بيانات في قاعدة معلومات ويحسبونهم سلعة يمكن الاستغناء عنها واستبدالها في أي وقت. وبالمقابل فالمنظمات الناجحة تدرك أهمية الكفاءات وتقاتل بضراوة للحفاظ عليها وتطوير قدراتها وتمكينها.
وختاماً، القائد الفذ يستثمر في بناء ثقافة المنظومة الصحية وبيئة العمل الداعمة والمحفزة للنجاح وروح عمل الفريق، ويحرص على الاستثمار في مهارات موظفيه وسعادتهم ونجاحهم في العمل والحياة، وكل هذه المبادىء تعزز من القوة التنافسية للمنظومة وتجعل من الصعب استنساخ هذا النجاح ولو ضخت الميزانيات الكبرى لأنه قد تستطيع تعيين كفاءات تحمل أعلى الشهادات وتمتلك سيراً ذاتية عظيمة ولكن يستحيل نسخ فريق شغوف وتقليد موظفين طموحين كلهم ولاء وانتماء وإيمان برؤية طموحة وغاية سامية!
http://www.alriyadh.com/2048666]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]