تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غالية البقمية..



المراسل الإخباري
01-13-2024, 03:16
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تترقّب الساحة الفنية والثقافية بشغف كبير عرض مسلسل «غالية البقمية» الذي وعِدنا به في رمضان القادم، حيث يجيء هذا العمل كخطوة نوعية تجاه تاريخنا المغيب عنا نتيجة قصورنا عن استلهامه من جهة ونتيجة عوائق فكرية واجتماعية جعلتنا نزهد بالفن ونتغافل عن أثره الكبير كنافذة مهمة تطل على تاريخنا الثري.. وبالتالي بدا لي أنه انتباه نوعي إلى أهمية منابعنا الأولى والنهل منها بينما نحيا حاضرنا الزاخر اليوم بكل أشكال الحياة التنموية.. ولا شك أن الشعر (عندنا) نجح وتفرّد دائماً بتوظيف موروثنا العربي القديم على كافة المستويات تمثلاً أو استدعاءً أو استلهاماً، واستطاع بهذه العودة الواعية للمنابع الأولى أن يختط له منهجًا خاصًّا به، يحاول من خلاله أن يجادل حاضره بماضيه، أو حتى يحاكمه به إن احتاج الأمر.. فشعراء العصر الحديث من السعوديين جلّهم إن لم يكن كلهم وجدوا لهم مساحة خصبة وهوية خاصة من خلال إعادة الحكاية الصحراوية القديمة إلى مجرى الكلام برؤى وانعكاسات عصرية، أقول: إذا كان الشعر فعلَ كل ذلك ونجح غالباً، فإن السرد في المقابل بأشكاله التقليدية «قصة قصيرة / رواية/ كتابة أعمال سينمائية أو تلفيزيونية » قصر أو يكاد عن ذلك التاريخ الثري واكتفى دائماً بالتحوّلات الاجتماعية أو حتى الصراعات الفكرية التي مرّ بها المجتمع خلال العقود الأخيرة، ولقائلٍ أن يقول إن هذا الشأن منطقي تبعًا لطبيعة الرواية كفنٍّ مدني مقارنة بالشعر، إلا أن هذا الطابع لا يمكن أن يكون مبرراً لغياب التاريخ القديم حينما كان مدنياً في زمنه، وأجزم أن استعادة الزمان والمكان والشخوص بصورة رؤيوية قادرة من أهم ركائز العمل السردي مهما كان زمنه، وإذا كانت هذه المدنيّة التي اعتذر بها السرد قديماً لكل ذلك الغياب فلا أقلّ من أن نفاتح السينما أو الدراما اليوم بهذا البعد الخاص والمميز، لهذا بدا لي أن هذا المسلسل أيا كان ما يجيء به على مستوى الأداء أو الإخراج هو منجز بحد ذاته من خلال الالتفات لهذا التاريخ الوطني المضيء.. وأنا هنا إذ أبشّر به قبل عرضه لا أستهدف إعلانا مبكّرا له بقدر ما أسجّل إعجابي بهذه الالتفاتة التي تمنّيتها كثيرا، وبالتالي يتقد بي الحماس له بمجرد تواتر أنبائه والحديث عنه..
والحقيقة أنني لستُ من أولئك الزاهدين في إبداعنا، ولا أجد جلد الذات بطولةً أو حتى إحباطًا حقيقيٍّا، ومازلت مؤمناً بأننا متفوّقون بإبداعنا تبعاً لحداثة تكوُّن مجتمعنا المعرفي والمدني مقارنة بجيراننا العرب، وبالتالي أرى أن لنا هويّتنا الإبداعية المتفرّدة، لا سيما حينما يتعلق الأمر باستلهام موروث هذه الصحراء العظيمة التي شكّلت لكل عصور الحضارة العربية منابع أولى غاية في الأهمية، حيث استكشاف الذات العربية وسبر أغوارها، وتحليل حاضرها من خلال ماضيها المتجذّر فيه.. فضلاً عن كوننا اليوم إحدى معجزات هذا العصر، فمثل هذه التضحيات التي قام بها أجدادنا والمتمثلة بحكاية هذه البطلة السعودية العظيمة «غالية البقمي» وغيرها من أبطال دولتنا الأوائل الذين ضحوا وجاهدوا لنكون ما نحن عليه اليوم فبكل تلك الجهود والتضحيات انتقلنا من حياتنا البائسة القديمة التي كنا نتقاتل فيها على آبار الماء، إلى هذا الدولة العظيمة التي تسكن عين الشمس وتتداولها الأخبار نموذجاً حياً للأمن والنمو والرخاء..
نحن بانتظار هذا العمل العظيم الذي يحمله لنا أبناء وطننا حيث الجيل الجديد المتطور على مستويات عدة ليس أولها رؤيا العمل ولبس آخرها أداء ممثلينا السعوديين فيه.




http://www.alriyadh.com/2053649]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]