المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط التواصل



المراسل الإخباري
02-09-2024, 03:30
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من يتابع مواقع التواصل من سناب وتيك توك وX ذلك الذي مازلنا نسميه تويتر، وما يشابهها، سيجد أنها كالأرض المحتلة من أنصار التعصب للقبيلة والفريق الكروي والعابثين في المفاهيم ومن هم يبثون حقدهم تجاه دولة او عرق.. ناهيك عن أراجوزات التأثير الاجتماعي أصحاب الاستعراض المضر.
كثيرون يطلبون الشهرة أو يريدون أن يمرروا معلومة، جلهم في إطار المتمسكن الذي يريد أن يقتنع برأيه الجميع، اولئك قد وجدوا مساحات شاسعة لأجل اظهار الذات، كل يبدي رأيه ولا عليه من ردة الفعل أو ما ينتظره، هم الآن يعيشون ثورة "التواصل" الاجتماعي بكل أشكاله، حتى إن الخروج على الأعراف وما كان من التعصب مرفوضا اصبح متاحا.. وتكاد تجده كثيرا وبأسماء صريحة لا لبس فيها، ليمارسوا تجاوزا في التعاطي مع كل المواضيع، ومن لا يستطيع فعل ذلك فهو الأضعف والأقل متابعة في هذه الوسيلة، قد تكون كتابات أو صور مقبولة محمودة، أو متجاوزة مضرة، لكن هي حدثت لأجل الانتشار!
قد نحسب لهذه التقنيات أنها بشّرت بزمن الكتابة والرأي فيه أكبر، وتلاقح الأفكار أشمل، الكل يدلي بدلوه، يشارك برأيه، وتستبشر بأن المجتمع تقبل هذا الأمر، وحتى من تحفظ عليه بات يتقبله مرغما، لأنه بات الأسهل، بل إنه سمي بكاشف الوجوه ومعرّي المستترين، لأن الأراء والأفكار فيه انطلقت لتتجاوز في أحايين كثيرة خصوصيات الأخرين والاعتبارات التي لا يمكن مسّها.. اليوم الأغلبية تلاحق كل ما يحدث في مواقع التواصل تنتقل من رأي لآخر معهم أو ضدهم، لا تحسب حساب الواقع ولا المستقبل.. سلمت امرها لمشاهير يتابعونهم دون النظر لتأثيرهم على الوقت والفكر، ولفرط الاندفاع الغوغائي التواصلي بات الأمر اشبه بالبطولة ليكشفوا عن وجوههم التي تبحث عن المتابعة والأهم المادة.
اندفعوا خلفهم وهم يعتقدون انهم يعالجون خللا، فتورطوا باسقاطات مخلة وأفعال غير مقبولة أشد، ليظهر مفهوم أوجد فوضى عارمة من فرط العدوانية والدعوة للتباغض.. في وقت تمنينا مع اتساع ظاهرة المؤثرين أن ينبري للأمر من عرفناهم قبله اصحاب تأثير وفكر راقي نخبوي يفيد ولا يضر، أن يعملوا على تضييق رقعة المندفعين وتهذيبها.. لكن كثيرا منهم آثر السلامة، وبعض آخر اندفع مع الموجة بعدما وجد فيها انتشارا وشهرة اكبر وأكثر مما عرفه من قبل.
قد يقول قائل: إن مجتمعنا لم يتعود على هذا الضعف الحواري، واندفع تجاهها ليطلق مثل غيره افكاره دون أن يسكته أحد.. ليتجاوز فيه حد أن الأكثر متابعة فيه الآن هم الأشد تعصبا كما في الرياضة والقبيلة أو الأكثر اسفافا كما في الاستعراض وما شابهه.. نشدد على ذلك لأن سقف الخطاب في مواقع التواصل التف على كل شيء، لينقلوها من كونها تواصلا ليحاولوا جعلها على هواهم ووفق الأسلوب الذي يريدونه.
المهم في القول، رغم أن "التواصل الاجتماعي الإلكتروني" أصبح منبرا مهما للمجتمع السعودي ولا غنى عنه لكل الأطياف؛ إلا أنه في كثير منه تعصب مقيت، واسالوا القبيلة وأهل كرة القدم وماذا فعل بهم من تنافر، وللأسف أسس لقطيعة أكبر وتنافر أشد، بل إنه غرس كثيرا من البذاءة والتعنيف في الألفاظ والحوارات.




http://www.alriyadh.com/2058515]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]