المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشهد السعادة



خالد أبو سلمي
10-14-2005, 06:28
تغيرت أنفاس المكان بالأريج العذب ¡ يشتمل الضياء أركان النفس ¡ أدار مؤشر المذياع لينساب صوت القارئ في روحانية متصلة وهو يتلو آيات من سورة الرحمن ¡ " الرحمن علم القرآن " ¡ ما زال رمضان يتنفس هذا الصوت العذب ¡ حتى عندما يستمع إليه خارج أيامه النقية يستحلب في فؤاده حلاوة اللحظات المعطرة ¡ تسرب علي مهل بخطوات مفرحة الرضا ليسكن في الوجدان مبشرا بهذه الحالات النادرة الصافية ¡ نظر في ساعته ¡ متبقي علي الإفطار حوالي الثلث ساعة واليوم هو أول أيام الشهر الفضيل ¡ وقد تمدد علي أريكته في استرخاء منعم وهو غارق في تأملاته الراضية ¡ سحائب الأريج السحري أضاءت قلبه وعقله فارتسمت علي شفتيه ابتسامة هي الرغوة الطافية علي وجهه للسعادة النابتة بأرض جوانحه ¡ ملأته مشاعر حلوة جدا تعبر عن امتنانه لربه علي نعمه النفسية التي يرفل فيها لحظاته تلك ¡ شده من تأملاته صراخ ابنه الصغير الذي تجاوز السابعة من عمره بقليل ¡ جنجر الصراخ دفعه للنهوض وخرج يستطلع الأمر إلي الصالة ليجد زوجته تضحك وهي ممسكة بالولد الصغير تحاول تهدئته وقد التمعت علي خده الصغير قطرات الدموع وهو يصيح جازما : سوف أموت ياماما وكل فترة تقولين لي متبقي عشر دقائق .. حرام عليكم ¡ ابتسم الأب في ود سائلا زوجته عن حقيقة الأمر ¡ قالت وهي مستمرة في ضحكها : لقد سمع ولدنا في المدرسة أنه يجب أن يصوم حتى الظهر أو العصر علي الأقل ¡ لكنني وجدته متحملا فشجعته علي الاستمرار في صيامه لكنه لم يعد يتحمل ¡ قال الولد في رجاء وهو يلقي إليه النظرات الضارعة : جائع يابابا ¡ تذكر الأب البارحة عندما احتفلت أسرته الصغيرة بأول سحور جماعي ¡ وكيف سعدوا بالصغير الوديع وهو يقسم أنه سيصوم الشهر جميعه حتى ينشد في المدرسة مع الصائمين معيرا غير الصائمين : ياصايم رمضان ياموحد ربك ¡ فبادر الأب قائلا : النجمة البيضاء هتبوسك من خدك ¡ وقد وضع طرف أنامله علي خده الصغيرة ¡ ضاعف المشهد من إحساسه بالسعادة ¡ أصبح همه في الوقت القليل المتبقي مواساة الصغير ببقاء بعض الدقائق ¡ انسحب ضياء الشمس وراء الأفق ليلتمع في ضوء قطرات الدموع كألوان قوس قزح ¡ وقد مد يده لصغيره ببعض النقود الفضية جائزة لاصطباره ¡ يستبد الجوع بالطفل ¡ وتتصاعد الفرحة بميلاد المشاعر النقية ¡ تتشكل ملامح الولد الصغير لترسم ملامح البهجة ¡ اجتمع شمل الأسرة حول المائدة العامرة في ترقب سعيد ¡ انساح في النفوس الفيض الجميل ¡ تشكلت لوحة السرور مزينة بأريج الآيات الطيبات حول نعيم أهل الجنة " فيهما عينان تجريان " ¡ انفجرت عيون الحب لتنصب علي الطفل الصغير فتلونت اللوحة بوهج الطفولة ولمعان الدموع وعذوبة اللحظات ¡ أعمار طويلة تم اختصارها في ثوب لحظات ¡ ارتفع صوت الآذان ... الله اكبر ... الله اكبر .. بدأ الولد يلتهم الطعام وهو يجفف دموعه ¡ والوالدان يمدان له الأيدي والأطباق والقلوب في حنان رفيق وهما يضحكان
توهج المشهد بأمطار السعادة ... تمتم الأب : ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالي

غالـــ الثمن ـي
10-14-2005, 20:58
اخوي خالد
و الله ما ادري بايش اوصف اللي انت كتبته

رائع , مذهل , جميل , عذب ......

توهج المشهد بأمطار السعادة ... تمتم الأب : ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالي

الله يكتبلنا و لك الاجر يا اخوي و يعطييييييك الف عافية على موضوعك

اخوك

تشيكو
10-15-2005, 04:10
اخوي خالد
و الله ما ادري بايش اوصف اللي انت كتبته

رائع , مذهل , جميل , عذب ......

توهج المشهد بأمطار السعادة ... تمتم الأب : ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالي

الله يكتبلنا و لك الاجر يا اخوي و يعطييييييك الف عافية على موضوعك

اخوك



نفس الشعور

يسلمووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو