عصر الإنحطاط

هذا عصر تنعق الغربان فيه و يصمت شدو البلابل
و البريء فيه محكوم و الظالم قاتل
و الكفء فيه مهان ذليل و يعتلي الصدارة جاهل
الصعوبات تزول أمام القوي و تتراكم أمام الضعيف
و تعطى الرشوة فيه طوعا و تغلق الأبواب بوجه سائل
و يتقدم فيه من كانوا أذنابا و يتخلف من كانوا الأوائل
المنافقون من كل حدب و صوب و الصادقون في الأرض قلائل
و حقوق الضعفاء سلبها الأقوياء و كيف نسأل القوي عدلا
متى كان القوي في حكمه عادلا¿ لم تعد القيم و الأخلاق مقياسا لنا
بل بما تمتلكه من دينار و دولار و شيكل تخلينا عن معنى وجودنا
و تمسكنا بكل المظاهر و الغاية تبرر الوسيلة في علاقاتنا
ما همنا ان بنينا على جثة الحق بيوتنا و جمعنا الثروات بالفساد و المعاصي و الرذائل¿
و أصبحت المروءة سلعة تباع و تشترى معروضة على الرفوف و في زوايا المعامل
و تركنا أرض أجدادنا عطشى بوار بعد أن كانت تضحك لضرب المعاول
و أصبحنا نشتري من الغريب قمحنا و انمحى من الوجود حصاد البيادر
و أصبح كسب المال بوصلة حياتنا و أصبح همنا و غايتنا و شغلنا الشاغل
تعالوا نفتش عن سر الوجود في صدق علاقاتنا و في ارساء دعائم المحبة فيما بيننا
ان بني البشر أينما كانوا خلق الله كلهم مهما تعددت ألوانهم و تنوعت أجناسهم
هم بنو البشر أولا دولا كانوا أم قبائل
الموت يسوي بيننا لا كبير لا صغير لماذا لا نتحصن بالمحبة¿
ذرة محبة فيما بيننا تهزم أطنان القنابل