بين مقص الرقــــابة

لـ طالما كانت الحياة وردة مخملية رحيقـها المحبة وأوراقـها كفوف الحنايا وغصنـها طهارة القلوب والإخـاء ..
.. فـ تختال بين رغد حياة .. تنسج من خلالها عطر المشاعر .. فوح الأحاسيس .. ورحابة الأحلام ..
.. تسمو بـ من حولك .. وتمسك بأيديهم .. لتضمّ راحة الكفوف .. و تشعر بالأمـان ..
فتعيش مؤمنـاً.. أنك بين بشـر يحمونك حتى من لسعـة الهتــّـان ..
ولكن أحياناً .. عندمـا تعانق السحاب البيضاء .. يختـال بين ناظريك الضباب ..
و تتراقص بين النظرات ذرات غبار وقطرات أمطـار ..
لتهوي على أرض قاسية من حصــى ونيران ..
فـلا تفرق بين اللظى وبين حفنة من تراب ..!!!

لقد قال .. ولقد قالت .. ولكني قلت .. وذاك تقوّل .. يصبح الناتج أننا جميعاُ قلنا ..
فـ من منـّا من لم يقل .. هذه ليست عبرتنـا .. ولكن من منـّـا من قال حقاً .. والتمس الصدق في قوله ونال احترام الذات .. واتقى الله في تحريك تلك العضلة التي خلقـها الله طاهرة فيدنسـها الإنسـان بكل مـا أوتي من قذارة ودرن تمرغ بـها في طين خُـلق منه ..

..قد يكون الصمت ليس إلا حاله من عدمية الإنســان ..
تحت وطأ سليقة العقل.. ودهشة بعيدة عن فطرة الأعيان..
قد تجد من يتزين بـ شوك الورود ,, وينفث السموم بين العطور,, فيطعم بـها حبر الألسن ,, ويسميـها هدنة ســلام ..
" أعدائي أنا كفيل بهم .. وأما الأصدقاء فاستعينُ بالله عليهم"
قد تكتنف النية بغير ما يقصده اللسان .. ولكن

تذكر أخي .. أختي .. فإن لسانك بين مقص الرقابة

(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقـاه منشوراً)