أحبيبتي ..عيـدٌ سعيد

القلب يـدمع من أسى أحزاني و العيـد يبكي يا ثرى أوطاني
قد جاء عيــدٌ و المآسي حلتي و البؤس في شفتي و في فستاني

قد جاء عيدٌ¡ مالِ بسمك قد بنى عنـا¡ و لم نعتد على الهجران¿
أحبيـبتي¡ أشتـاق أنسام الثرى و الفجر يبسم عن ضياء مكاني

أشتاق حلـتك الجديـدة عيدها و تـسابق الأزهار في البستانِ

و ضفائري تنساب فوق خصيرتي و عـروبتي حـنّاء فوق بناني

يا هل تُرى من فيه أهداك الحلى من فيه شاركك الصلاة مكاني¿

من فيه قاسمك التهاني و الرؤى تصبو لعيـدٍ بـاسـم العينانِ

يا هل ترى ما لون ثوبك مهجتي أهو الجميل اليوم أم فسـتاني¿

لوني بلـون سمائـكِ¡ فلتبصري ما لونهـا¡ لتعي بها ألـواني
أشتاق يا بغداد تمرك في الضحى أشتاق عـينيك... تبث حناني

أشتـاق دفئـك والعيون كأنها شمس تبـث الأمن للأكوان

علمتني مـعنى الحياة و سحرها و العشق يرنو من صبا أوطاني

علمتني معـنى العطاء لكل من يدنو إليَّ و إن أسـاء كياني

علمتني الحـب العظيم و خلده لحنًا يغرد إن فـنـت ألحاني

علمتني طعم السعـادة و الهنا درسًا يلقِّن كل طـيرٍ غـانِ

علمتني أسمى المشاعـر و المنى كيـف المحبة تعتلي وجـداني

علمتني أن الأمـاني حلـمها سيفٌ يُسَلُّ بوجه كل جـبانِ

علمتني كيف الصـمود لعزتي و الشوك حولي صارمٌ يغشاني

علمـتني أن الحيـاة لـعزةٍ و الموت للمحتال للخـوانِ

أشتـاق قلبك و الحنين يغطني يسري يمزقـني على شرياني

أشتاق بسمك كل يوم ينجلي والحسن يفضح خلوة العينانِ

بغـداد لم أنسَ الحياة تسربلت بالعيد فيك و أنت في أحضاني

في البصرة الفيحاء أذكر حلتي لما هـدانـيـها بـهاجـيراني

أتذكـر اليوم الذي فـارقتها و الدمع في عيـنيَّ لا ينـساني
أتذكر القلب الذي أحنو له و النـهر يروي زهرة النسيانِ

أتذكر الدمع الكسير و هله سيـفــان في عينيَّ ينهملانِ

لما انزوى عني الأحبة كلهم من كان يسجي لوعة الحـيرانِ
لا زلت أذكر في رباها تربتي لم أفتقد فيـها دفـا أوطـاني

لم أغترب فيها فهذي وجنتي لم تجرِ فـيهـا دمعـةٌ بمكـانِ

لم أنسَ فيها من أنا¡ بل لم أعش في الكون يومًا كالذي أحيـاني

لا تنفني.. إذ قد نسيت هديتي واليوم ألقـاكِ بعـين الـواني

لا تنفني فقد ارتديت أساوري وطرحت عني الحزن كي ينساني
لا تنـفني.. فلقد هربت بخسةٍ وتركت فيك مشـاعري ألحاني
لا تعذليني إنـكِ أنت الوفا مـن بعدما قـد خانني أخداني
أحبيبتي ..عيـدٌ سعيد يبكنا و الفـرح مقترقٌ بكل مكانِ

عيدٌ سعيدٌ و القلوب كسيرةُ و الجـرح يبقى غائر الأحزانِ

عيدٌ سعيدٌ و الـدموع لباسه و البـؤس يعلو شهبة الشفتانِ

عيدٌ سعيدٌ و السـماء ظليمة عيـدٌ سعيدٌ تحت وطأة جانِ