التلفاز.. وانتخابات ترامب!

لا يمكن لأي مهتم بالعمل الاتصالي أن يتجاهل ما حصل في "الانتخابات الأميركية" الأخيرة¡ ولا يقف عندها من زوايا كثيرة¡ يتابع المتغيرات¡ ويكون شاهدا على التاريخ¡ محللا ومشخصا¡ وراصدا قبل كل شيء.
في المقال الأول لي عن النتائج¡ اليوم التالي لإعلان ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية¡ قلت بأنه يجب الوقوف عند ما قدمه التلفاز¡ وتأثيره في المشهد الانتخابي ككل¡ رغم ما تقدمه الشبكات الاجتماعية¡ والذي يمكنني أن أختصره في فشل التقنيات الحديثة - حتى الآن - في خلق بديل (حقيقي) للتلفاز¡ حتى مع وجود تقنيات البث المباشر¡ والتفاعل السريع¡ وغيره.. إلا أنه الأمر يعتبر كثقافة أولا وأخيرا.
عند الحديث عن الانتخابات¡ يقفز لذهن القارئ مباشرة ما قدمته "العربية"¡ في سابقة على مستوى القنوات في العالم¡ بعدما غطت بأضخم شاشة عرض افتراضية بالعالم¡ (22 ألف قدم مربعة)¡ وأضخم استوديو محاكاة للواقع الافتراضي إخباريا بالعالم¡ (100 ألف قدم مربعة).. ويظهر ذلك بوضوح من خلال الصورة أكثر.
في مسار موازٍ¡ كانت "سكاي نيوز عربية" الند الأبرز في الانتخابات¡ على المستوى العربي بنظري¡ رغم الفارق في العامل الزمني بالخبرة¡ إلا أنها هي الأخرى ركزت بشكل كبير على تجويد الصورة¡ وعملت على استقطاب ضيوف نوعيين للتحليل¡ والأهم أنها كانت تقوم بتغطية عبر مسارات التقنية الحديثة¡ في اهتمام لا يقل عن عملها في الشاشة.
كان ملفتا أنها قامت بإطلاق تحديث مبتكر لتطبيقها الخاص بالهواتف المحمولة¡ حيث قدمت تغطية شاملة لكافة أخبار الانتخابات الأميركية 2016¡ ما سمح لجمهورها متابعة مختلف المعلومات والحقائق¡ والبث المباشر حول السباق الرئاسي الأميركي¡ وهو التحدي الأبرز لدى المؤسسات الإعلامية التقليدية¡ المتمثل في خلق منصات حديثة¡ تستهدف من خلالها جماهير جدد.
الميزة الأهم¡ بنظري كمهتم¡ أن التطبيق - التابع للقناة - يتيح للمستخدمين فرصة الاطلاع على نتائج الانتخابات المباشرة¡ على مستوى كل ولاية "منفردة"¡ بالإضافة إلى النتائج على مستوى الدولة¡ من خلال خريطة تفاعلية¡ كما يتضمن صفحة بعنوان "لحظة بلحظة" تقدم تغطية سريعة لأهم الأحداث والتصريحات والفيديوهات والصور وغيرها¡ مرتبة ضمن تسلسل زمني يتضمن منشورات من كل المنصات¡ بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أعتقد¡ بأن مثل هذه المقالات تحاول أن ترصد شيئا يسيرا من المشهد¡ لكن على الباحثين والراصدين دور كبير¡ للعمل بشكل أكبر وأعمق¡ وتسليط الضوء على السلبيات¡ لا المميزات فقط.. التي لي معها موعد يوما. والسلام.
amjadalmunif@gmail.com




إضغط هنا لقراءة المزيد...