الإدارة اليابانية والكافات الخمس

نشر مركز أبحاث ياباني تابع لدار النشر شوجاكان بتاريخ (15/11/2016م) نتائج مقابلات شخصية مع أكثر من ألف شخصية إدارية اتفقت على خمسة مبادئ إنسانية وإدارية مهمة لكل شخص طامح يروم النجاح وتبدأ بخمسة أحرف يابانية**تنطق كا كي كو كيه كؤ.. وكانت هذه المبادىء هي:
أولا) كانشا: وتعني باللغة اليابانية الشكر والعرفان. بكلمة أخرى إبداء التقدير لمن تتعامل معهم في العمل¡ وفي الحياة العائلية¡ ومع الجيران والأصدقاء بل وحتى الخدم والسائقين. هذا التقدير حافز كبير لكل من يتعامل معك لأن يبذل المزيد. والعكس صحيح¡ فكما يقول يوسف السباعي:" إن شر ما في النفس البشرية هي أن تعتاد الفضل من صاحب الفضل¡ فلا تعود تراه فضلا".
ثانيا) كيومي: وتعني الفضول المعرفي. ونستطيع فهمها بأن تحب ما تفعله¡ وتستمع بما تواجهه. حاول معرفة الأساليب والأعمال الجديدة¡ وتعرف على الأشخاص¡ وأنماط تفكيرهم¡ واعتبر كل مهمة جديدة فرصة للتعلم¡ والاستفادة. وكما يقول ألبرت أينشتاين عن نفسه:" لست عبقرياً أو موهوباً¡ كل ما في الأمر أنني متحمس لفضولي المعرفي".
ثالثا) كورو: وتعني المصاعب والمتاعب. لا يمكن أن تجد ناجحاً إلا وعانى وذاق الأمرين¡ ومر بالكثير من التجارب الفاشلة. وما يميز الناجحين أنهم يعتبرون هذه التجارب كنزاً معرفياً يضيف إليهم وينطلقون منه للخطوة التالية¡ وكما يذكر المستثمر الأمريكي الشهير(بن هوروويتز) في كتابه (Hard Things): "التجارب الصعبة يخرج منها المرء بالدروس ويحظى بنصائح ثمينة...قد تختلف تفاصيل الأحداث لكن على المستوى العميق هنالك قواسم مشتركة وقيمة تراكمية لتلك التجارب".
رابعا) كينكيوسا: وتعني التواضع. البعض عندما يعتلي كرسياً أو يأخذ منصباً قد تأخذه العزة بالإثم. وبالمقابل فالناجحون الواثقون من أنفسهم لا يتحرجون أبداً من الاعتذار وتحمل المسؤولية وإبداء التقدير. وإن صادفت أحداً من هؤلاء القادة الناجحين فتمسك به وانهل من بحار أخلاقه في التعامل والعكس صحيح. وكما يقول ابن القيم في مدارج السالكين:" القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولابد: الرياء والكبر". **
خامسا) كوشن. وتعني التجديد والتحديث. ويشمل ذلك الحرص على متابعة الأخبار ومعرفة التطورات والاستثمار في تطوير الذات والمؤسسات. واستشهد بمحاضرة رئيس شركة سيمنز الألمانية (جو كايزر) في منتدى مسك العالمي¡ والتي تابعتها عبر الانترنت¡ عندما أشار إلى أن 90 إل 95% من الشركات الناشئة حول العالم تنهار بسبب عدم القدرة على قراءة التغيرات الكبرى في السوق.
من الضروري هنا أن أؤكد أنه رغم نجاح اليابان في تقديم مبادىء إدارية ناجحة عالمياً كالكايزن وغيرها¡ فالتجربة الإدارية اليابانية ليست بالكاملة وتعتريها نواقص¡ وفيها ما يصعب تطبيقه ثقافياً في دول أخرى.
وختاماً¡ فلن تنهض أمة بدون قوة ذاتية نابعة من حضارتها مع الاستفادة من تجارب الآخرين دون نسخها¡ أو تطبيقها كما هي.




إضغط هنا لقراءة المزيد...