-
شوارع أكوام الحديد
كم مرة¡ أذكر¡ أنني بلّغت البلدية المحلية¡ والتي تتبعها أحياء راقية في مدينة الرياض بأن شوارع معينة في الملز مثلا صارت جاذبة للسيارات التالفة¡ وهياكل حديدية لمركبات وسطحات داخل شوارع يُفترض فيها أن تكون مثالا للجمال والدعة والهدوء والحضارة والتعاون.
أقوم بتلك النشاطات تعاونا وتطوعا¡ لدرجة أنني أُرفق بيانات المواقع. وحدّثتُ نفسي ذات يوم بأن أطبع ملصقات ورقية أضعها على مركبات في الحي تركها أصحابها¡ إما لعطل مكلف أو أن عليها أو على المالك غرامات لا يريد أن يُسددها¡ أو أنه تركها وسافر إلى بلاده وأوكل عليها واحدا من أصحابه ليبيعها تشليح¡ وينتظر إذن المرور¡ أو غير ذلك من الألاعيب والحيل التي جعلت مدننا موبوءة بكل ما يُشوّه حسنها.
استعملتُ الفاكس¡ واستعملت البريد الممتاز لإيقاظ الحس الوطني عند وكالة الخدمات البلدية¡ وأعطيتُ صورا واضحة للمرور¡ لكنني رأيت أن عملي ذاك لا يتعدى كونه صرخة في واد. إما لقلة الاهتمام أو لقلة الشعور الوطني.
واستنجدت بالبلدية لأنني عجزتُ أن أجد جوابا كيف يعيش الناس في ظل تلك الأوضاع السلبية التي¡ "والحمد لله" نعانيها في مدينتنا.. العاصمة.. أهكذا هي الأيادي التي يُفترض أن نسميها الـ"الأمينة"¡ من "الأمانة" المطلوب منها أن تعمل بجد وإخلاص¡ ورأيناها تحيل المدن ساحات "سكراب".
والرياض مدينة حباها الله بالأبناء المخلصين الذين يديرون ميزانية وُفّرت لخدماتها البلدية. كلنا نتفق أننا لا نحتاج إلى ميزانيات مُعلنة ومجدولة بقدر ما نحتاج إلى نزاهة وحس ووجدان وطني.
ولا أراني أول من كتب عن تلك الحالة البائسة. شكا عدد من سكان أحياء العاصمة من انتشار أعداد من السيارات الخربة والمهجورة مجهولة المالك داخل أحيائهم الأمر الذي يسبب لهم الكثير من المضار هذا بخلاف ما تحدثه من خدش لجماليات الأحياء. ويُجمع المتابعون للحالة أن الشوارع وساحات الوقوف في الأسواق المركزية (السوبر ماركت) وأيضا أمام المساجد صارت المحل الآمن لسيارات الوافدين إذا حلّت إجازاتهم¡ بدليل أن الغبار يعلوها بشكل مُلفت للنظر.
البلديات عند كل البشر هي المرآة التي تعكس صورة البلد¡ وهي التي تُنبئ أن البلد يتدرّج نحو حضارة القرن الواحد والعشرين.
إضغط هنا لقراءة المزيد...