هيئة الأدباء

لن أحكم على مخرجات هيئة الصحفيين في الوقت الراهن¡ ولكن أعتقد أنها خطت خطوات جيدة تنظيمية لتكون مظلة لكل من يمارس العمل الصحفي¡ وفي الاجتماع الذي عقده وزير الثقافة والإعلام في مكتبه بوزارة الثقافة والإعلام مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين المنتخب مؤخراً برئاسة خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة¡ أكد على أهمية أن يكون من يعمل بالصحافة متفرغًا لها وأنه من الأهمية بمكان أن يكون عضوًا في الهيئة إنفاذًا لقرار مجلس الوزراء¡ وأعتقد أن ذلك من أهم الخطوات التنظيمية للصحافة في المملكة¡ فمن لا يعشق مهنة المتاعب ولديه القدرة على العمل الصحفي بكل تأكيد لن يكون ضمن منضومة الصحافة.
من حسن حظي أنني أمارس الصحافة وأحمل عضوية هيئة الصحفيين¡ ولكن إضافة إلى ذلك لدي انتماء أكبر بدأ قبل العمل الصحفي¡ وسيبقى لو ابتعدت عن الصحافة¡ ألا وهو الانتماء الأدبي¡ أنا كائن سردي أهوى كتابة القصة والرواية والمسرحية¡ وبالطبع مثلي من هم يدخلون ضمن دائرة الأدب عدد كبير في كافة مدن المملكة¡ بعضهم أعضاء في الأندية الأدبية¡ والبعض الآخر لا ينتمي لأي ناد أو جمعية¡ أليس من الأفضل أن تكون هنالك مظلة لهيئة الأدباء والأديبات¡ تجمعهم الكلمة¡ ويوطد علاقتهم حبهم لهذا الوطن الذي يحرص كل واحد منهم أن تكون صورته مشرقة في هذا العالم.
هيئة الصحفيين مبادرة رائعة سيكون لها مخرجاتها الجيدة لاحقاً¡ وأعتقد أن كل الصحفيين والصحفيات سيدعمون الهيئة لتحقق كل الآمال والتطلعات¡ أتمنى أن تكون هنالك مبادرة مماثلة لاعتماد هيئة للأدباء¡ لاسيما وأنه سيعقد نهاية هذا الشهر مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والعنوان الرئيس لهذا المؤتمر "الأدب السعودي ومؤسساته: مراجعات واستشراف ما بين (1400 - 1437هـ / 1980 - 2016م )"¡ ووجود هيئة للأدباء ستكون مظلة تجمع كل له علاقة بالثقافة والأدب بشرط أن يكون له فعل ثقافي معترف به¡ سواء منشور أو معترف به من قبل الأدباء.
أعرف أن هنالك أكثر من محاولة لإنشاء "رابطة للأدباء السعوديين" بمبادرة من بعض الأدباء¡ وأعتقد انها نوقشت في مجلس الشورى¡ ولكن لا أدري ما مصيرها¡ ربما أن هنالك وجهات نظر لدى بعض المسؤولين بأن الأندية الأدبية تغني عن اتحادات وجمعيات الأدباء¡ ولكن أعتقد أن الأندية الأدبية¡ قدمت ما هو مطلوب منها وهي تشكر على ذلك¡ ولكن تمثل نسقاً إقليمياً¡ بمعنى أن كل نادٍ يخدم المدينة أو المنطقة التي يقع بها¡ والدولة على أعتاب مرحلة جديدة وفق رؤية 2030م¡ والتي يدخل من ضمنها تنظيم الثقافة برؤية جديدة¡ أعتقد أن الهيئة تحقق هذا التوجه حيث تجمع كل أدباء وأديبات المملكة¡ بمختلف مواقعهم واهتماماتهم¡ والحصول على عضوية الهيئة¡ مفتاح للفعل الأدبي¡ وهنا نضمن أن يكون هنالك ضوابط لمن يمثل المملكة في المحافل الثقافية العربية والعالمية¡ وتحد من النشر العشوائي¡ وبذلك تكون الواجهة الثقافية مشرفة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...