ما وراء جريمة طباخ الشيخ

نسأل الله أولا للشيخ صباح الناصر الصباح العفو والمغفرة. فقد ذهب ضحية غدر إيراني مع مواطن آخر وعاملة منزلية من الجنسية الإندونيسية. فالجريمة في ظاهرها سطو وسرقة وتعد بالسلاح¡ وهي جريمة مكتملة الأركان وباعتراف الجناة الإيرانيين. ولكن هل هذا هو كل شيء¿ وما هي دلالات وقوع الجريمة في هذا التوقيت¿ وما العلاقة الدلالية بين مكانة الضحية وجنسية المجرم¿ هذا غيض من فيض كبير من الأسئلة لن يتوقف طرحها طالما أن مثل هذا النوع من الجرائم بدأ بالظهور في المجتمع الكويتي المسالم. بل وهناك من سيربط هذا النوع من الجرائم ومرتكبيها بتاريخ تدفق الإيرانيين على الكويت وما ظهر معهم من أنماط سلوك وجيوب ثقافية لونت خارطة المجتمع الكويتي. وهناك من يستطيع رسم الملامح للمجتمع الكويتي ومن يمكن أن يُنسب لهم فضل المحافظة على الوجه العربي في مقابل من تدفقات العجمة. ولا بد أن نعرف أن دراسات الأنثروبولوجيا الثقافية تستطيع أن تكشف تلك التكوينات العرقية وتوزيعها الجغرافي والثقافي داخل المجتمع. بل ويجب أن تُربط مثل هذه الدراسات بشق استشرافي لمعرفة تماسك الهوية العربية في المجتمعات الخليجية. فهذه الجريمة مؤشر على مسعى لإظهار صورة من الخلل الأمني لتشويه ما يدور على الساحة الكويتية. وفي جانب آخر هناك من لديهم الهاجس الأمني فيحاول ربط مثل هذه الجريمة بما تم في منطقة العبدلي من مظاهر تحمل رسائل تستفز المجتمع وتحرك الطائفية وتستقوي بالجانب الإيراني. ولكن من يعرف الشيخ محمد الخالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يدرك أن الهاجس الأمني هو في رأس أولوياته المبنية على تاريخ عريض وتراكم من الخبرات. نعم¡ فمثل هذه الجريمة تقلق المجتمع الكويتي والخليجي¡ ولكنها لا تستطيع زرع الخوف طالما أن هناك من يحافظ على هوية المجتمع العربية وأمنه. فهذه جرائم باتت تدفع برأس الأفعى للخروج بعد أن ظل مستكينا ومستترا. فعندما تصل الأمور إلى الاستهتار بالأمن والتعدي على أحد أفراد الأسرة الحاكمة فهي رسالة تدعو إلى العمل الجاد لتعزيز منظومة الأمن الوطني وضمن منظومة أمن خليجي. فرأس الحية عندما يخرج فيقطع لن يكون هو الوحيد وإنما هو ناقوس خطر لحيات قد تتلون حتى بلباس الوطنية والديموقراطية والتعددية وغيرها من منظومة المفاهيم التي تسقطها الدول عندما يصل الأمر إلى الأمن. وهذا ما تفعله الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا¡ فهي مفارخ للمفاهيم المثالية والتي تصبح بلا قيمة وفارغه عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني.
Draltayash@yahoo.com




إضغط هنا لقراءة المزيد...