الدفوف تفسد جمال المحاورة

مدخل:
على الإيقاع والموال نبدى موجة الإرسال
لحــونٍ غيـــر عـــاديه مرفوعه.. ومثنيّه
بهذا البيت بدأ شاعر المحاورة سفر الدغيلبي معلناً فكرته بإدخال الدفوف على فن المحاورة في إحدى المحاورات الشّعرية التي أقيمت في محافظة الطائف الأسبوع الماضي حيث سيّرها بالدفوف مبرراً أسباب ذلك كنوع من التجديد والتطوير على فن المحاورة وجذب الجمهور لها بعد أن نلاحظ توجههم للشيلات الشِّعرية.
السؤال الذي يطرح نفسه هل بالفعل أن الدفوف أفسدت جمال فن المحاورة¿.. أم أن هذا التجديد والتطوير زاد من جمالها¿.. وهل المطلوب بالفعل التجديد والتغيير على مثل هذه الألوان الشعبية العريقة¿.. أم أن المحاورة من التراث الذي تم توارثه عن الآباء والأجداد ولا يمكن أن يقبل مثل هذا التغيير والتجديد!!.
ومن خلال ردّة فعل الشعراء فقد لحوظ في البداية من عبّر منهم عن وجهة نظره الخاصة في هذا الشأن بمعانٍ غير مكشوفة¡ ولذا يبقى المعنى في بطن الشاعر.
أما بالنسبة للجمهور فإنه من خلال بحثي في مواقع التواصل وجدت البعض من مُحبي فن المحاورة من وقف ضد هذا التجديد -وحسب رأيهم- أنه لم يوفق الدغيلبي في عمله هذا لأسباب كثيرة لعل من أبرزها أن الدفوف تصاحب ألواناً أخرى من الألوان الشعبية مثل الخبيتي والمجرور والشقر وغيرها¡ وأن ما قام به فيه تكرار بين الألوان الشعبية الأخرى¡ وفن المحاورة فن خاص بذاته¡ ومتميز عن بقية الألوان.. والبعض الآخر يؤيد هذا التجديد -وحسب رأيهم- أن هذا التجديد يجذب الشعراء والجماهير ويرضي رغباتهم.
وحتى لا يتشوه فن المحاورة.. ولا تنقلب موازين الأمور تبقى المحاورة تراثاً عريقاً¡ وفناً أصيلاً¡ ومن أجمل وأروع الألوان الشعبية¡ ولها طابع خاص في نفوس الجماهير¡ ومضموناً يصعب التغيير فيه بشكلٍ سريع¡ كما أن لها خصائصها وموضوعاتها ومعانيها وأساليبها التي تنفرد بها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...