مبدأ كلُّه ماشي

يسترعي انتباهي عدم مراعاة المقاول بشروط¡ وأنظمة البلدية¡ عند ننفيذ أعمال إنشائية. ورغم حدة نظر مراقب البلدية في اكتشاف التجاوزات¡ إلا أنه في كثير من الحالات¡ تغيب عن ذهنه التجاوزات التي تهدد سلامة المارة. فهو يركز على الموضوع من الناحية الإنشائية فقط.
أنظمة الإنشاءات المدنية في مدننا وملابساتها¡ لاتزال بحاجة إلى وقفات بين الحين والآخر¡ لجعلها تتمشى مع ما يطمح اليه المخططون.
ما أجمل العمل على الورق¡ وما أزهاه عند وصفه لأرباب العمل¡ ومسؤولي التفتيش البيئي.
الحاجة إلى بحث واف – مثلا - يحدد مسؤولية الضرر وأنواعه. حيث لايتوفر الان نص مكتوب¡ والمقاول – وعادة يكون لايفهم اللغه العربية¡ – قد لايعرف أن وضع فتحة الخزان على رصيف المارة مباشرة قد يسبب الفواجع.
مسؤولية الإهمال تقع على المقاول المنفذ¡ ومسؤولية أخرى تقع على عاتق المراقب الذي يحرص على السؤال عن (الفسح) – وهو إذن العمل الإنشائي - وربما دقق في الارتفاعات¡ أو الارتدادات¡ لكنه في كثير من المواقف لايعبأ فيما عدا ذلك¡ إما لضيق وقته¡ أو لأنه يرى ذلك خارج نطاق مسؤوليته.
نقرأ في صحافتنا المحلية بين حين وآخر¡ أن الامارة اهتمت بالتحقيق في مأساة انسانية نتجت عن اهمال مقاول¡ أو صاحب عمارة ترك فتحة الخزان مفتوحة.. ونتجت عن ذلك كارثة أسرة فقدت ابنها القادم من مدرسته.
ومالم يتوقع المهمل أن يكون عرضة للمحاكمة والغرامة¡ فإن الإهمال وعدم التقيد سيكونان الطابع العام لكل مايجري تنفيذه من أعمال.
ثمة واجبات أدبية تستوجب التوقي والانتباه¡ فضلا عن الواجب الأخلاقي والإنساني والذوق العام.
فلو كان صاحب تلك العمارة¡ أو المقاول¡ يزن العواقب¡ ويقدر الواجب الوطني في بذل جهد أكبر في متابعة عمله¡ لتجنبنا الكثير من الفواجع.
واجب مراقب البلدية – أو من ضمن واجباته – تعطيل العمل أو ايقافه بمجرد رؤية الخزان مكشوف الفوهة على مستوى رصيف المارة.
وإنني متأكد أن العاملين في البلديات¡ وأمانات المدن¡ لايرغبون جعل حجم المصائب يقترب من حجم الإنجاز..




إضغط هنا لقراءة المزيد...