إيجابية الترشيد

الأرقام الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء التي ترصد عدداً من المؤشرات لأداء القطاع الاقتصادي في جوانب المعيشة التي تنشر اليوم¡ بالغة الأهمية¡ والإيجابية¡ وتعكس بالفعل خطط التوجه الحكومي بصفة عامة لخفض تكاليف المعيشة¡ من خلال تقنين الانفاق الحكومي.
المهم في تلك الأرقام هو انخفاض تكلفة المعيشة لشهر نوفمبر 0.2% عن شهر (أكتوبر) رغم أنه يوافق موسماً مهماً في الشراء ودخول الشتاء¡ ويرجع هذا الانخفاض إلى تراجع أسعار (الأغذية) وأنواع أخرى من الكماليات غير الأساسية¡ مثل الترويح¡ والأثاث¡ والاتصالات¡ في المقابل انخفض الرقم القياسي لأسعار الجملة في المملكة بنسبة 0.7% في شهر نوفمبر.
ماهي الأهمية في ذلك¿ من المعروف أن الدعم المباشر للأفراد¡ يؤدي إلى ارتفاع أسعار مكونات قطاع التجزئة¡ بدءاً من الضروريات¡ وانتهاء بأقل الكماليات الاستهلاكية¡ لذلك فإن التركيز على الضروريات¡ والحرص على الادخار من أهم أسباب كبح الأسعار¡ وانحسار التضخم¡ والدليل أن الشهر المنصرم شهد انخفاض الرقم القياسي (التضخم) لأسعار الجملة في سبعة أقسام.
وحيث إن العام المالي الجديد على وشك البداية¡ مع إقرار موازنة العام يوم غدٍ¡ فإن التوجهات الإستراتيجية المدروسة لخفض الدعم يمكن أن تقود إلى ذات النتيجة¡ خاصة مع تفعيل الأهداف العامة للرؤية لرفع كفاءة وإنتاجية القطاع الخاص¡ والأهم رفع مساهمته في الناتج المحلي.. بالتأكيد أن العقبات كبيرة وكثيرة¡ إلا أن البداية هي الأهم.
المرحلة المقبلة لتغيير واجهة التنمية الاقتصادية التي حددت أهدافاً عامة تمثلت في رؤية المملكة 2030¡ والبرنامج العملي للتنفيذ المتمثل في برنامج التحول الوطني 2020¡ سوف تتم بمتغيرات كثيرة¡ وتداعيات متباينة في التأثير والتأثر.. إلا أنها جميعاً تهدف إلى خدمة المواطن¡ وخلق اقتصاد قوي¡ يكون صدًا منيعاً ضد تقلبات المشهد الاقتصادي العالمي.




إضغط هنا لقراءة المزيد...