وجهات نظر وحوارات أكاديمية في جامعة قطر

عقد قسم الشؤون الدولية في جامعة قطر الأسبوع الماضي (21-22 ديسمبر 2016) مؤتمراً ثرياً في محتواه ومرماه¡ نظمه ووضع محاوره وأهدافه فريق من القسم بقيادة أ. د. العربي الصديقي ومشاركة الدكتورة ليلى صالح والدكتور يوسف بوعندل¡ شاركت فيه أقسام متعددة إدارة ونقاشاً عضوات وأعضاء هيئة تدريس وطالبات وطلاب¡ وتمت دعوة لفيف من الأكاديميين والسياسيين الخليجيين والعرب للتحاور المبدئي حول "توجهات في سياسة الشرق الأوسط" في محاولة لوضع العلوم السياسية والعلاقات الدولية على محك التحليل والاستشراف لتفكيك "نص" الأحداث والمنعطفات والظواهر الكبرى في منطقتنا بتشكّلاتها المتضاربة والمتقاطعة (كما تعبر ورقة المؤتمر الخلفية) وتستكمل¡ أن هذا المؤتمر يحاول الوقوف على المعضلات من زاوية نظرية معرفية بتقديم قراءة واستقراء جديدين لعلهما يتمكنان من تقديم تفسير لفهم ما يدور اليوم في محيطنا العربي والإسلامي من تناقضات وتقاطعات انطلاقاً من تناول ظاهرة "الحراك" التي أدخلها الصديقي في المصطلحات السياسية المعاصرة لتعبر عن الظواهر السياسية التي رافقت وتبعت الربيع العربي.
وتناولت الورشة عدداً من المحاور المهمة بدءا بوضع الإطار المفاهيمي أو البحث فيه ما بين النظرية والتطبيق¡ ثم مناقشة دور مراكز الأبحاث والسياسة في العالم العربي¡ فرصها وتحدياتها وحقيقة دورها في وضع السياسات العامة في الدول العربية¡ إلى جلسة التأمل في وضع الدولة العربية بين التأسيس والتفكيك وإعادة التشكيل¡ حيث ناقش النقطتين الأولين كل من الدكتور عبدالخالق عبدالله الذي قام برصد عملية التفكك والتفكيك عبر القرن الماضي منذ تأسيس الدولة الوطنية من معاول داخلية أو خارجية والتحديات التي وقفت أمام الدول¡ والدكتور شفيق الغبرا الذي قام بالتقاط الخيط والبحث في إمكانية إعادة التشكيل وإعادة الأمل في بناء الدولة الحديثة الممكنة حيث يرى أن هناك تراجعا في القيادة الأبوية والسلطة الهرمية وإمكانية التغيير ممكنة ويمكن أن تخرج من رحم الثورات وأن تقاوم الأنظمة التي تحاول أن تبقي المجتمعات قرينة للمجتمعات القروسطية غير القابلة للتطور. وتناول د. صالح زياني مناقشة قضية الدولة من منظور المنطقة المغاربية.
أما الجلسة التي أدرتُها وكانت حول الدين: بين "النظام الرسمي" و"معاداة النظام" أثراها الدكتور سعود المولى¡ بورقته حول "السلفية¡ حيث ناقش الظاهرة السلفية وجماعاتها وقواها السياسية.
ولخص د. نور الدين الميلادي قضية علاقة الدولة بالدين بأنها علاقة أزمة تواجهها الدولة القومية الحديثة في صلتها بالدين وصل إلى درجة الفشل. ثم جلسة حول الإسلاميين والسلطة وتموضع إيران في المنطقة. أما اليوم الثاني فقد تناول قضايا مهمة مثل الحرب والسلم: الأمن مقابل الإرهاب¡ اللغة والسلطة¡ وجلسات خاصة واحدة خاصة بمراجعة نقدية لهيئة الحقيقة والكرامة في تونس وللإسلاميين في السلطة¡ وأخرى حول فلسطين إلى أين¿ وتنتهي بجلسة لأسئلة الطلبة مع الخبراء كانت مثرية جداً ويديرها محمد المري أحد طلاب القسم للماجستير.




إضغط هنا لقراءة المزيد...