«حساب المواطن» بين الترشيد والادخار

برنامج التوازن المالي الذي أطلق مع إعلان الميزانية العامة للدولة¡ جاء بمثابة خطة عمل واضحة للجميعº المخطط¡ المسؤول¡ المستثمر¡ المواطن¡ وحتى الوافد.. وكما أن تحقيق رؤية المملكة تعتمد على برنامج "عملي" للتطبيق من خلال برنامج التحول الوطني 2020¡ فإن "التوازن المالي" يترجم البعد المالي وإعادة هيكلة الوضع المالي للمملكة واستحداث آليات مختلفة لمراجعة الإيرادات¡ والنفقات¡ والمشاريع المختلفة¡ وآلية اعتمادها.
"حساب المواطن" أو "إعانات الأسرة" جاء كأحد تلك البرامج التي تضمنها التوزان المالي¡ وهو برنامج مطبق بأشكال مختلفة في بعض دول العالم¡ يهدف في الأساس إلى دعم الأفراد "الأسر" بدلاً من دعم السلع¡ وهو أسلوب يستفيد منه المستحق وغير المستحق.. وهو يدعم متطلبات الأسر نتيجة تطبيق عدد من القرارات والوجهات التي تهدف في الأساس إلى رفع كفاءة الإنفاق الحكوميº مثل تعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه (المرحلة الأولى والثانية)¡ ومراجعة سلم البدلات الحكومية¡ والقيمة المضافة التي ستطبق في 2018.
لاشك أن برنامج "حساب المواطن" الذي سيكون تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية¡ يتضمن دعما ماليا "نقديا" تحديده يعتمد على مُسبب الدعم¡ فمثلاً منتجات الطاقة والمياه سيتم صرف البدل للأسر بناءً على مقدار الارتفاع في تكلفة الاستهلاك الرشيد¡ أما المنتجات الأساسية فيتم صرف البدل للأسر بناءً على الزيادة في معدل التضخم في تكلفة متوسط الاستهلاك الأساسي..
إذا الأولى تعزز أحد أهم أهداف البرنامج وهو الاستخدام الرشيد للوقود¡ والكهرباء¡ والمياه¡ أما الثانية فتشجع على الادخار.. وهو مفهوم جديد على مشهد الدعم الحكومي¡ سترتبط به مُسببات أخرى للدعم¡ مثل الدعم السكني¡ ودعم الإيجار.
حساب المواطن¡ حلقة وصلة مبتكرة تربط القطاعات الحكومية باحتياجات المواطن مباشرة¡ وتؤسس لقاعدة بيانات كبيرة ومهمة جداً¡ يمكن أن يستفاد منها مستقبلاً في دراسة النمط الاستهلاكي للمواطن¡ وكذلك يمكن لقطاع التجزئة الاستفادة من السلوك الاستهلاكي الذي يختلف باختلاف المناطق.. خاصة أن هذا القطاع هو الأسرع نمواً في المملكة¡ والأكثر استيعاباً للوظائف.




إضغط هنا لقراءة المزيد...