ثقافة الفوز بـ «لسلامتكم.. كلنا أمن»

شعور متناقض ينتاب المرء وهو يتابع ردود الفعل على فوز الأمن العام السعودي بجائزة أفضل فيلم توعوي في مسابقة أمانة مجلس وزراء الدخلية العرب. وسبب التناقض أن تجد من يقلل من مثل هذا الجهد الإبداعي الذي قام به الأمن العام وهو دور مساند لجهوده الكبيرة في تحقيق الأمن الداخلي. ولكن ما يثلج الصدر أن الفوز المستحق هو نتاج طبيعي لجهود تراكمية يلمسها المواطن قبل المقيم. ولعل النماذج الاستباقية للأمن العام أحبطت الكثير من الجرائم المهددة للأمن. وما يعنيني هنا ليس تلك الأصوات النشاز التي تحمل أسماء مواطنين ونحن نعلم أن المواطن الحقيقي منها براء. فما يعنينا جميعا هنا هو تعزيز ثقافة ما وراء الفوز برسالة هذا الفيلم. فتطبيق "كلنا أمن" ليس هو كل شيء بل هناك منظومة ثقافية للمواطنة الرقمية. فهي تبدأ بالتوعية واكتساب المعرفة ثم تبني المشروع والتسجيل فيه ومتابعة الأرقام تصاعديا وبعدها تجريب التبليغ والمشاركة في استقبال رسائل التحذير. فعلى سبيل المثال عندما تكون في مدينة كنيويورك تكتشف فجأة أن هاتفك تحول إلى وسيلة تحذير أمني فتتخذ الحيطة وتشارك مع الأمن في البحث والتبليغ عن مصدر الجريمة والخطر. وهناك ممارسات مماثلة في الكثير من الدول ولكن يبقى تطبيقنا "كلنا أمن" سهلا وميسرا ويستطيع حتى الطفل الصغير استخدامه كما في رسالة الفيلم الفائز. ولذا أسأل نفسي قبل غيري عن المطلوب عن منتجاتنا الثقافية لمشاركتنا في بناء وتعزيز ثقافة "كلنا أمن", طالما أن سلامتنا هي المطلب وأمن المجتمع هو المكسب. أعتقد أن هناك الكثير على مستوى الثقافة النخبوية والجماهيرية والشعبية. ففي المستوى الأول يتم بناء الصورة الذهنية وتوكيدها وفي الثانية تعزيزها والإبداع في جوانب تطبيقاتها وفي الأخيرة الممارسات الفعلية من داخل المنزل والحي والسوق. هنا تكتمل المنظومة, فالفوز حمل لنا الكأس لينضم مع بقية الجوائز في "فترينات" العرض, أما ثقافة الممارسة فشأن أبعد من ذلك. وهناك ما هو أبعد من الفوز العربي إلى تطبيق إسلامي لكل حاج ومعتمر, فكل مسلم معني بأمن الحرمين الشريفين وسلامة إخوانه وأخواته من المسلمين والمسلمات من كل أصقاع الأرض. فكلنا أمن لهذا الوطن. ونحن نعيش في عهد الحزم والعزم تكون العبرة أن في "مراقبة العواقب سلامة من النوائب". نكرر المباركة لشباب الأمن العام على الإبداع ونطمع من إدارتهم صناعة ثقافة المحافظة على هذا المشروع الجميل.




إضغط هنا لقراءة المزيد...