رواق الوراق

مع انكماش النشاط الثقافي في المراكز الحضارية العربية¡ وانحسار الفعاليات وضمور حركة النشر¡ نجد أن عنقاء الثقافة غادرتها¡ وحطت على عواصم الخليج العربي¡ كأرض آمنة مخصبة بالوعود المستقبلية.
ومن هنا نجد أن الدوائر التي تطوق مدينة الرياض (كعاصمة خليجية لها ثقلها في المنطقة) تنداح متسعة للتجاوز المحلي وصولا إلى الإقليمي العربي فالعالمي¡ وإنسان هذا المكان الذي ظل يصنع الحياة ويقارع قسوتها وتجهمها¡ عبر أزمنة تغور عميقا يوصلنا للدائرة الأصغر التي تنصبها كعاصمة لمملكة الحضارات (شعار المرحلة).
جميع ما سبق يتطلب جهدا يوازي هذا الحضور¡ وأرضية معدة لبذار المواسم¡ وحواضن قادرة على استيعاب تحولات تستلزمها مقاليد الريادة.
ومصر عندما كانت تقود العالم العربي¡ ألقت بشطر كبير من مهام تلك القيادة إلى قواها الناعمة وحراكها الثقافي عبر مفكريها ومبدعيها وفنانيها.
يقال إن إدارة النشاط الثقافي هي من أسهل أنواع الإدارة¡ فكل ما على المسؤول عنها أن يغرف من بحر جماهيره النخبوية¡ ويمهد لها المسارات التنفيذية¡ فتلك الجماهير مجبولة على التحليق الخلاق¡ وتواقة لكسر قوالب النمط¡ واقتراف الجديد المدهش¡ كونها تعيش حالة تماس متصل مع التجليات الجمالية¡ والطفرات الإبداعية التي تضمرها الثقافة.
من الأفكار الخلاقة الجميلة التي تفتق عنها الميدان بادرة د. سعد الراشد حول تأسيس رواق ثقافي تحت مسمى (قيصرية الرياض).. ولأن الفكرة مكتنزة بالوعود¡ فقد ثنى عليها أ. عبدالله الكعيد¡ ومن ثم أ. حمد القاضي¡ وإن كنت أصطف معهم بمطالبة المسؤول بتبني هذه المبادرة¡ ولكن ليسمحوا لي بالاختلاف على مسمى القيصرية!!
فلندع ما لقيصر لقيصر¡ وما للثقافة العربية للثقافة.. ولنستلهم الاسم من عمق تاريخنا عندما كانت أسواق الوراقين وأروقتهم¡ عقل العالم العربي المتوقد¡ لذا أقترح اسم (رواق الوراق) لأنه جزء من تاريخ المكان ونسيجه.
رواق لوراقي الرياض.. سيعطي العاصمة طابعا حضاريا فريدا.. ينقي هواءها من السعار الاستهلاكي ما بين التسوق والطعام¡ سيصبح الكتاب بجميع تمظهراته¡ شريكا في الترفيه العائلي¡ ما بين اقتناء¡ وانخراط في الأنشطة من ندوات¡ محاضرات¡ منصات توقيع¡ وسواها من أنشطة¡ حتما حينما تصل للميدان سيتفتق عنها المزيد من التجليات.




إضغط هنا لقراءة المزيد...