نادٍ للكلام

المادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة تلزم الدول الأعضاء بتنفيذ قراراتها. إسرائيل ترى نفسها مدعومة بالفيتو الأميركي دولة فوق القانون. ولهذا رفضت الالتزام بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما قرر بذلك مجلس الأمن بحصول القرار على 14 صوتاً من أصل 15 بعد امتناع أميركا عن التصويت في سابقة تاريخية ينطبق عليها العبارة المشهورة (قليل جداً ومتأخر جداً).
القرار الأخير الصادر من مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه. إسرائيل تفقد أعصابها وتهاجم الرئيس الأميركي أوباما وتستنجد بالرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتجاوب يتفاعل وينفعل مع تفاعلها وانفعالها ويصف الأمم المتحدة بأنها مجرد نادٍ للكلام.
هذا الوصف لم يطلق إلا بعد أن أصدرت الأمم هذا القرار الذي يخدم عملية السلام وحل الدولتين.
هذا الموقف يطرح تساؤلات عن جدوى القرارات الدولية¿ والحاجة إلى إعادة هيكلة الأمم المتحدة¡ وآلية عمل مجلس الأمن¡ وحق النقض (الفيتو).
إن وصف القرار الأخير لمجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي بأنه قرار تاريخي هو بمثابة الإدانة للأمم المتحدة التي تفرجت طوال سنوات الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين على ممارسات إسرائيل المخالفة للمواثيق والقوانين الدولية. تلك الممارسات التي كان يعلق عليها المجتمع الدولي بالتعبير عن القلق¡ أو بأنها لا تخدم عملية السلام!
أما وقد صدر هذا القرار التاريخي¡ فإنه سيكون بلا جدوى إذا لم يطبق على أرض الواقع. وستكون الأمم المتحدة فعلاً نادياً للكلام ليس لأنها اتخذت القرار كما يقول ترامب ولكن لأنها اكتفت بإصداره وإحالته إلى الأرشيف.
وهذا ينطبق على قرار مجس الأمن الخاص بدعم الشرعية في اليمن وأمن اليمن ووحدة اليمن وهو القرار 2216 الذي يطالب الحوثيين بالكف عن استخدام العنف وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء. هذا القرار لم ينفذه الحوثيون. العامل المشترك بين قرار الاستيطان الإسرائيلي والقرار الخاص باليمن هو إسرائيل وإيران ويجمعهما هدف واحد هو إضعاف العالم العربي وعدم استقراره.




إضغط هنا لقراءة المزيد...