اضبطوا «الانضباط»

أيّا كان الرئيس المقبل للجنة الانضباط¡ فإن الأهم هو أن يعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد بحرص على إعادة النظر للوائح الانضباط وموادها التي تعاني في أغلبها من غموض ومطاطية منحت البعض في فتراتٍ سابقةٍ القدرة على تشكيل وقولبة القرارات على حسب الأمزجة والأهواء¡ فصارت القرارات والعقوبات تحضر متى شاء البعض¡ وتغيب متى شاؤوا¡ حسب المستفيد والمتضرر¡ على الرغم من تشابه الأحداث والحالات!
لطالما كانت لجنة الانضباط على الرغم من تعدد رؤسائها وتغير أعضائها مصدرًا للمشاكل والصداع في وسطنا الرياضي¡ وبدلًا من أن تكون لجنة تُعنى بضبط الانفلات الذي قد يحدث في الملعب وخارجه¡ أصبحت مصدرًا للانفلات والتخبط¡ ومصنعًا لا يتوقف للمشاكل والتشنج¡ وانطبق عليها كثيرًا القول الشائع: (يا من شرا له من حلاله.. لجنة).
أجزم بأن سبب عجز لجان الانضباط عن الإقناع والضبط وكسب احترام الجميع هو في لوائحها المطاطة¡ التي جعلتنا نشاهد هذا التفاوت الغريب والمخجل في تطبيق العقوبات¡ وبسبب هذا التفاوت والتناقض في تطبيق المواد وتكييفها على الوقائع المتشابهة بطرق مختلفة لم يعد حتى أكثر المهتمين والمتابعين يدري متى يحق للجنة التدخل ومتى لا يحق لها ذلك¿! وهل عليها الاعتماد حصرًا على لقطات الناقل الرسمي للمباريات أم لها أن تأخذ بغيرها¿! هل تتدخل في الحالات التي غفل عنها الحكم أم تكتفي بما يرد بتقرير الحكم والمراقب¿ هل تتدخل بناءً على ما يطلبه الإعلام والجمهور أم بناءً على متابعة ذاتية ودقيقة لكل المباريات¿! هل يملك أعضاء اللجنة القدرة على التفريق بين الضرب المفرط وبين التهور¿ وهل هناك تحديد دقيق للبصق (أعزكم الله) عن قرب والبصق عن بعد¿! وهل من المنطق أن تكون عقوبة رمي علبة فارغة (فعل فردي) مثل عقوبة رشق الجماهير للخصم بعشرات الفوارغ (فعل جماعي)¿!
هذا غيض من فيض التناقضات والمواد المطاطة التي تعج بها لائحة لجنة الانضباط وموادها التي كانت خير معين في الفترة السابقة لمن أراد أن يطبخ ويعجن ويخبز القرارات (على كيفه)¡ مستفيدًا من تضارب وتعارض وتشابه الكثير من المواد وإمكانية تكييف الحادثة التي يريد على المادة التي يريد لاستصدار الحكم الذي يريد لمعاقبة من يريد والتجاوز عمن يريد.
على اتحاد القدم ولجنة انضباطه المقبلة أن تعيد النظر بلوائحها¡ وأن تعيد معالجتها وصياغتها بطريقة أكثر وضوحًا وشفافية¡ وبتفنيد وتفصيل يقطع الطريق على كل حالات التعارض والتناقض والغموض¡ كما أدعو اللجنة الجديدة أن تكون أكثر تواصلًا وشفافية مع الإعلام والجماهير¡ عبر مؤتمرات صحفية متواصلة تعقب كل جولة تعلن فيها عقوباتها وتشرحها¡ وتجيب بها على كل استفسارات الإعلام الرسمي¡ وتفند فيها كل وقائع الجولة المثيرة للجدل بطريقة تعيد للجنة الثقة التي فقدتها منذ زمن طويل.




إضغط هنا لقراءة المزيد...