تبليغ عن تطبيقات غير آمنة

تصرخ المرأة في مقطع صوتي وتتهم سائق إحدى شركات توصيل الركاب عبر تطبيقات الجوال بمحاولة خطف ابنها¡ والتهمة أن السائق الذي حضر لنقل الراكب قد انتحل شخصية سائق آخر¡ وحضر بسيارة لا تحمل لوحات أو غير واضحة.. فمثل هذا المقطع يثير مخاوف الناس من كفاءة من يعمل في تلك الخدمات.. وبالرغم من أن من تنطبق عليهم شروط العمل هم من المواطنين¡ فعليه لا بد أن تخرج هذه الشركات معا في موقف واضح وصارم¡ يعزز مكانتها ويحفظ حقوق ركابها.. وهذه الشركات ليست بمأمن من أن يرتكب أحد سائقيها فعلا إجراميا بحق راكب. فالوقائع حول العالم تشير إلى ذلك¡ بل ويؤكدها موقع منافس لسائقي سيارات الأجرة في المدن العالمية الكبرى.. فمواقع سائقي الأجرة تقف خلفهم نقابات باتت تفتقد مكانتها مع تدني اعتماد الناس على سيارات الأجرة لارتفاع تكلفة مشاويرها.. فباتت تفضح أخطاء منافسيها.. وما لم تطمئن الناس على سلامة اختيار السائق¡ وطريقة متابعته أبعد من منظومة التقييم بالنجوم فلن تستقيم تلك الخدمات.. فالمحتاج لها في بيئتنا هم من النساء وربما الصغار.. وهذه الفئة قد تتنازل عن بعض الحقوق في سبيل تعزيز ثقافة "الستر"¡ ولكن المجتمع تقع عليه مسؤولية أكبر لتعزيز الأمن والسلامة¡ كمعيار أساس قبل فسح الخدمة¡ ولا يقتصر الأمر على خدمات نقل الركاب فقط¡ وإنما يشمل جميع التطبيقات التي استغلت حاجة الناس¡ وباتت تصل إلى "عتبة المنزل" وتعرف عنوان المستفيد.. وعند الخلاف معهم يصبح المستفيد هو الحلقة الأضعف ويعيش حالة الخوف.
أتمنى أن يكون هناك رقم موحد لتلقي البلاغات للتطبيقات غير الآمنة ويحيلها للجهات المختصة¡ وأن يتم تحصيل رسوم من تلك الشركات لتضخ في حساب يتم من خلاله توظيف عدد من السعوديات¡ لتلقي البلاغات وتحويلها مع الجهات المختصة¡ أو متابعتها مع تلك الشركات.. وأنا على يقين أن تلك الشركات ستسارع لمثل هذا¡ طالما أنها في سوق تنافسية¡ ويسهل فيها رسم صورة ذهنية سلبية تفقد معها قيمتها السوقية.. فضبابية المعلومات¡ وانتشار الشائعات والمقاطع¡ وغياب الشفافية¡ تجعلنا في حالة من الريبة¡ والخوف من هذا القادم الجديد¡ وهو ليس بأفضل من القديم.. "فما أردى من المربوط إلا المنفلت".




إضغط هنا لقراءة المزيد...