برنامج التحول.. السكن أولاً

مكونات التنمية الرئيسة في أي مكان من العالم لا تخرج عن ثلاثة مكونات¡ التعليم¡ الصحة والإسكان.. وهي ذاتها في المرحلة المقبلة التي سوف تعتمد على برامج المشاركة مع القطاع الخاص والتخصيص¡ وكانت كذلك في مراحل التنمية السابقة من خلال الخطط الخمسية المتعاقبة.
مع صباح أول أيام العام الجاري 2017 كانت الانطلاقة الفعلية لبرنامج التحول الوطني 2020 – الذراع التنفيذية لرؤية المملكة 2030 – وبالأمس كانت الانطلاقة لبرامج الإسكان -ضمن البرنامج- التي رصد لها ما يقارب 60 مليار ريال.. لتمكين مليون أسرة سعودية من السكن.
صحيح أن وزارة الإسكان ظلت أعواماً دون برامج تنفيذ على أرض الواقع إلا ما ندر من منتجاتها وقروض الصندوق العقاري¡ وجاء إعلان الوزارة خطواتها للتخصيص في 15 فبراير المقبل¡ والدفع بـ280 ألف منتج سكني.. وسط تثمين المواطن هذه الخطوة التي اعتبرها وزير الإسكان ماجد الحقيل الأكبر في تاريخ الإسكان الحكومي.
لاشك أن طرح هذا العدد من المنتجات السكنية بالشراكة مع القطاع الخاص في جانبيه التطويري¡ والتمويلي.. جاء ثمرة منظومة متكاملة انتهت منها الوزارة لتنظيم السوق الإسكاني¡ مثل نقل صلاحيات البيع على الخارطة "وافي" والتراخيص للمشروعات السكنية "إتمام"¡ والرسوم على الأراضي البيضاء السكنية¡ واتحاد الملاك "لتفعيل التطوير في المجمعات السكنية والعمائر¡ ونظام "إيجار" لضبط الفوضى في سوق التأجير السكني وما يتبعه من عشوائية بعض المكاتب العقارية.. ومسارات التملك لتمكين المواطن من السكن الميسر.. وأخيراً إقرار الهيئة الوطنية للعقار التي ستبدأ عملها بعد أقل من شهرين¡ وشركة الإسكان الحكومية.
اللافت في برامج الإسكان الجديدة أنها ستكون منسجمة مع برنامج الدعم الحكومي من خلال "حساب المواطن" الذي سيكون بمثابة المرجع الرسمي لكل القطاعات الحكومية المعنية بالدعم¡ لذلك دشن الصندوق العقاري الذي سيتولى منتجات القروض مع البنوك وشركات التمويل مصطلح "الدعم الذكي" لأول مرة.. حيث سيكون القرض وقيمته مرتبط بدخل الاسرة¡ وعدد الأفراد.
عندما نعود بالذاكرة لأول خطاب ملكي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان¡ نتذكر تأكيده -أيده الله- على أهمية السكن وحرص الحكومة على توفر السكن اللائق بكل مواطن.. اليوم يتحقق الوعد بأكبر دعم لأحد أهم مكونات التنمية الوطنية.. السكن.




إضغط هنا لقراءة المزيد...