الدعيع والعويس .. والحارس الأجنبي!

قبل أكثر من 17 عامًا انتقل محمد الدعيع سيد حراس آسيا وأفضل حارس أنجبته القارة الصفراء إلى الهلال بـخمسة ملايين ريال¡ بعد سباق مكشوف مع النصر انتصرت فيه قاعدة العرض والطلب ورغبة اللاعب الذي أصرَّ حينها على حفظ حقوق ناديه الطائي كاملة¡ على الرغم من أن اللوائح في ذلك الوقت كانت تتيح له الانتقال بطريقة أسهل وحقوق أقل لناديه¡ لكن الأسطورة الحية ضرب أروع أمثلة الوفاء للنادي الذي أظهره وأبرزه!.
كان الدعيع مطلبًا للجميع¡ ولو أنَّ احتراف اللاعب السعودي كان متاحًا حينها لوجد مكانه بسهولة في أحد الدوريات العالمية¡ ومع ذلك رأى الكثيرون أنَّ الملايين الخمسة كانت مبلغًا فلكيًا¡ ووصل الأمر بالبعض لاستنطاق بعض العلماء والخطباء لتجريم الأمر نكاية بالهلال الذي ظفر باللاعب¡ وهي عادةٌ اعتادها إعلاميون تاجروا كثيرًا بالدين¡ واستمرأوا إقحام بعض العلماء وطلبة العلم في بعض القضايا الرياضية لاستخدامهم في عراكات رياضية رخيصة!.
حين أرى ما يحدث اليوم من سباق محموم للظفر بحارس الشباب محمد العويس¡ وصل لدرجة خطفه وإخفائه عن ناديه¡ ومبلغ انتقاله الذي وصل بحسب الأنباء إلى 45 مليون ريال¡ على الرغم من أنه -مع احترامي- لا يقارن بإمكانيات وقدرات وإنجازات واسم الدعيع حين انتقل للهلال¡ أتساءل: ما الذي حدث خلال 17 عامًا¿! كيف تضاعفت أسعار لاعبينا بهذا الشكل العجيب على الرغم من التراجع الخطير في إمكانياتهم وموهبتهم¿! وهل هذا الصراع على خطف العويس لأنه (فلتة زمانه)¡ أم لأن أنديتنا ومنتخباتنا تعاني منذ فترة طويلة من أزمة حراسة أصبح معها الحارس الجيد عملة نادرة¿!.
في مطلع 1413هـ صدر قرار عودة اللاعب الأجنبي للملاعب السعودية¡ واستثني من هذا القرار حرَّاس المرمى¡ بحجة منح الفرصة للحرَّاس السعوديين¡ لكن الدعيع ظلَّ الحارس الوحيد المتفق عليه قبل القرار وبعده¡ وبعد ربع قرن من هذه التجربة تأكد الجميع أن منع الحارس الأجنبي من الملاعب السعودية لم يكن قرارًا مثمرًا¡ بل ربما كان سببًا في هبوط مستوى الحراسة السعودية¡ وحرم الحراس السعوديين من الاحتكاك بقدرات أجنبية ربما كانت ستصقل موهبتهم¡ وتطوِّر مستوياتهم¡ كما أنه قلَّص من حظوظ أنديتنا في عراكاتها الآسيوية¡ وخسرت الكرة السعودية العديد من الألقاب القارية بسبب تواضع (نصف الفريق)!.
** هل حان الوقت لإعادة النظر في قرار منع الحارس الأجنبي بعد أن أثبتت تجربة ربع قرن أن القرار قد حرم الكرة السعودية وأنديتها من بلح الشام وعنب اليمن¿!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...