المدونة

من أبرز وأهم المشروعات التي تبنتها وزارة العدل هذا العام مشروع (المكاتب النسائية المساندة) داخل محاكم الأحوال الشخصية, وهي مكاتب يعمل داخلها عدد من المختصات والحقوقيات, مهمتهن تقديم المساعدة والمساندة, توعية المراجعات بالإجراءات المطلوبة, كتابة صحائف الدعوى بصورة نموذجية, وتقديم الاستشارات القانونية في القضايا الأسرية, وجميع هذا يقدم مجانا للمراجعات.
هذه الخدمات المتميزة التي نالتها المواطنات بالتأكيد ستختصر عليهن الكثير من العقبات التي كانت تصادفهن في السابق من جهة, وستفسح للمؤهلات القانونيات حيزا داخل المؤسسة العدلية من جهة أخرى.
ولعل هذه المبادرة امتداد للتطوير الذي طال المؤسسة العدلية, منه إعداد مدونة الأحكام القضائية, والتي صدر الأمر الملكي 1436 بتفريغ نخبة من الشرعيين وكبار القضاة, وكبار المحامين, وأساتذة الجامعات للتهيئة لهذا العمل التاريخي.
وأشارت بعض الجهات الإعلامية بأن هذه المدونة اختير لها أيضا بعض السيدات المختصات في الفقة الإسلامي, للمشاركة في صياغة قانون الأحكام الشخصية.
هذه المعلومة المقتضبة حول من يسهمن في إعداد مدونة الأحوال الشخصية, والتي ستمس حياة كل سيدة في الوطن, تبدو غامضة نوعا ما!¿
فهل المختصات التي تم الاستعانة بهن في إعداد المدونة من باب الاستشارة, أم شاركن بتأسيس المدونة, واستخلاص بنودها من مرجعيات فقهية وقانونية ¿

هل شارك فيها قانونيات, وأكاديميات, وصاحبات خبرة بالشكل الذي يتوازى مع الفريق الرجالي المكلف بإعداد المدونة, لإثراء دائرة الإعداد لهذا العمل الضخم ¿

هل تم الاستفادة في هذه المدونة, بجهد مكثف للجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى, عندما أعدت مدونة للأحوال الشخصية, كانت مرجعيتها فيها مدونة الأحوال الشخصية في دول الخليج العربي, والتي وقعت عليها المملكة ¿ تلك المدونة التي بقيت حبيسة الأدراج في مجلس الشورى إلى جوار العديد من المشروعات المجهضة ¿

هل تم الاستضاءة والبناء على مجهودات كبيرة قامت بها جمعية النهضة النسائية عبر لجان تضمنت نخبة من المختصات, أنتجت مدونة أحوال شخصية بصيغة شرعية وقانوية متماسكة ¿

مدونة الأحوال الشخصية ذات علاقة حساسة ودقيقة بالأسرة, وبأطياف وطن تمتد فيه الأفكار والمذاهب والآراء والأعراف, والجميع يترقبه بصيغة قادرة على أن تستنطق المدونة الفقهية بجميع ماهو ايجابي ومحصن للأسرة, ومصفى من الأوشاب التي خالطت الأرث الفقهي, والذي لم يكن بدوره عبر التاريخ حياديا ومستقلا اتجاه الأسرة عموما, والمرأة على وجه الخصوص.




إضغط هنا لقراءة المزيد...