لماذا يريدون قراءة أفكارك¿

هل لديك مشكلة في أن يطلع الآخرون على ما تفكر فيه داخل عقلك¿ مقالة اليوم تتحدث لماذا تستثمر الشركات في أبحاث تقنيات قراءة الأفكار¿
في عام 2015 صرح مؤسس شركة فيسبوك (مارك زوكربيرغ) قائلا: "سنتمكن مستقبلاً من تبادل الأفكار مباشرة باستخدام التقنية". بكلمة أخرى يسعى الرجل لتطوير التقنية لمرحلة لا نحتاج فيها للحديث أو كتابة نصوص لتتمكن الآلات من قراءة ما في أدمغتنا. ولتحقيق هذا الهدف أنشأت شركة فيسبوك مركز أبحاث متخصص في تطوير التقنيات القادرة على قراءة أفكار البشر أو كما تقول الشركة إنها ترمي لابتكار منتجات تقنية حديثة تستطيع توحيد حضارات العالم! وتعمل الشركة على استقطاب الكفاءات المتميزة بهذا المجال وتحديداً في تخصصات هندسة تقنيات تصوير الأعصاب¡ هندسة التفاعل بين الدماغ والحاسب¡ علوم أحياء الأعصاب بالإضافة لتصوير الدماغ.
ونغادر كاليفورنيا لنتجه إلى لندن حيث نشر موقع بلومبيرغ (بتاريخ 19/1/2017م) تقريراً عن أبحاث تجريها شركة إيكسبيديا المتخصصة في حجوزات الرحلات والفنادق. وتستهدف هذه البرامج البحثية قراءة دماغ المستخدمين وبتعبير أدق معرفة مشاعرهم وانطباعاتهم. وتشمل التجارب حالياً وضع مجسات استشعار على الوجه مع كاميرا قادرة على تحليل التعابير ومعرفة موقع نظرات العيون على الشاشة. وتستطيع الشركة حالياً معرفة مشاعر الرضا والسخط لدى المستهلك وقياس مستوياتها كذلك.
ولعل السؤال الذي قد يدور بأذهان البعض هو لماذا هذا الاهتمام بقراءة الأفكار¿ والجواب بكل بساطة هو السعي لرفع الأرباح والمبيعات وتحسين مستوى الخدمات. ففي حالة شركة إكسبيديا فقد تضاعف الإنفاق على الأبحاث من 130 مليون دولار سنوياً عام 2005 إلى 750 مليون دولار عام 2015م. والنتيجة تضاعف المبيعات ثلاث مرات. أما فيسبوك فترمي لتحسين مستوى ودقة الدعايات المستهدفة للمستخدمين. ويكفيك أن فيسبوك في دخل الدعايات استطاعت أن تتفوق على محطات تلفازية شهيرة وصحف عريقة وحققت خلال تسعة أشهر من عام 2015م ما يتجاوز تسعة مليارات دولار من الدعايات.
هنالك آخرون يعملون أيضاً على قراءة الأفكار عبر تعابير الوجه¡ ومن هذه الجهات وكالة الفضاء الأميركية ناسا ضمن البرامج البحثية لإرسال البشر إلى المريخº حيث يعكف العلماء على تطوير برامج تستطيع قراءة مشاعر رائد الفضاء خاصة وأن الرحلة للمريخ قد تستغرق ما يقارب 300 يوم مما يستدعي صبراً وتحملاً للضغوط النفسية.
وأخيرا¡ سواء كان ذلك باستخدام التقنية أو بدونها¡ فالقدرة على قراءة لغة الجسد والتعرف على مشاعر الآخرين وتفهم وجهة نظرهم سر مهم من أسرار النجاح!




إضغط هنا لقراءة المزيد...