علاقات متوازنة

تقوم سياسة بناء الجدران والأسوار بين الدول والأقاليم تاريخياً على أساس معلن هو الأمن¡ وأسس أخرى تبقى حبيسة أدراج السياسيين تغلفها العنصرية وغيرها من مفردات الكراهية¡ وقيام أي جدار يعني شيئاً واحداً لا أكثر¡ وهو الرغبة في اتقاء شر من هم على الجانب الآخر منه أو بلغة الدبلوماسية (القادمون عبر الطرف الآخر).
تاريخ العالم قديمه وحديثه شهد العديد من الأسوار¡ قد يكون سور الصين العظيم أقدمها وأشهرها على الإطلاق¡ وكذلك جدار برلين الذي كان تجسيداً للحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي¡ وشكل جزءاً من حياة سكان العاصمة الألمانية حتى بعد مرور نحو ثلاثة عقود على انهياره.
وربما كان أكثر تلك الجدران سوءا هو الجدار العازل الذي بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في بنائه عام 2002م¡ وهو جدار يمثل أدنى ما وصل إليه التاريخ البشري في العنصرية¡ وتحول إلى إضافة في قائمة طويلة من ممارسات الشر الصهيونية تجاه العرب.
كل هذه الصور عادت إلى وجدان سكان الكرة الأرضية وهم يتابعون الأنباء المتواترة عن الجدار المزمع إنشاؤه على الحدود الأميركية-المكسيكية¡ وهو الإجراء الذي توقع العالم أنه مجرد شعارات انتخابية ستنتهي بمجرد دخول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض¡ لكنه ما لبث أن أصبح حقيقة لم تتوقف عند الحدود الأميركية-المكسيكية بل تجاوزتها إلى جميع قارات الأرض.
ما يهمنا هنا علاقة الإدارة الأميركية بالدول العربية والإسلامية في المقبل من الأيام خاصة بعد منع مواطني سبع دول عربية وإسلامية من دخول الأراضي الأميركية مما أثار موجة من الجدل حتى في الداخل الأميركي¡ ففي ظل الأزمات المتلاحقة التي تتطلب قرارات حكيمة في التعامل معها والوصول بها إلى حلول تنزع فتيل التوتر في المنطقة من المفترض أن تفتح صفحة جديدة من العلاقات المتوازنة التي تخدم مصالح جميع أطرافها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...