أنقذوا كرتنا من تجار الأكواخ!

حتى الجولة الـ 17 من "دوري جميل" استبدلت الأندية 11 مدرباً من أصل 14 ما بين من أقيلوا أو سيقوا للاستقالةº ولم يبقَ حتى هذه اللحظة غير ثلاثة¡ هم مدرب الاتحاد لويس سييرا¡ والشباب سامي الجابر¡ والرائد ناصيف البياوي¡ ولا أضمن أن تُقرأ هذه السطور ولايزال واحد منهم -على الأقل- في مكانه¡ فالرؤوس تحت حد السيف!
أبداً لا يمكن بأي حال من الأحوال أن كل أولئك المدربين فاشلون¡ أو أن الإنقاذ لا يكون إلا بالإطاحة برؤوسهم¡ لكنها أزمة الفكر¡ التي تجعل مصائرهم ومصير الكرة السعودية تحت رحمة رئيس فاشل¡ أو مدرج غاضب¡ أو إعلام متقلب¡ أو شرفي متنفذ¡ وفي أقل الأحيان يكون التغيير لسوء في المدرب نفسه¡ لكن مع ذلك لن تجد من يعترف بسوء اختياره.
الصحيح في عالم كرة القدم بل في الإدارة عموماً أن الاستقرار أصل والتغيير هو الاستثناء¡ لكننا قلبنا المعادلة¡ فانقلب معها واقع كرتنا عموماً¡ التي باتت تعيش في حالة من عدم الاستقرار¡ بل الفوضى التي تبدأ من القاعدة حيث الأندية وحتى الهرم حيث المنتخب الوطني الذي يدار بالفكر ذاته¡ ويكفي أن يدرب المنتخب 48 مدرباً في 60 عاماً لندرك حجم المشكلة.
الكرة السعودية بسبب ظاهرة استبدال المدربين باتت محل تندر على مستوى العالم من المدربين والإعلام العالمي¡ ومحل استغلال في ذات الوقت¡ ويكفي ما أشارت له صحيفة "gol.dnevnik" الكرواتية حين سخرت بعد تعاقد النصر مع زوران ماميتش بالقول: إن تغيير المدربين في النادي السعودي أسهل من تغيير الجوارب¡ في إشارة لتعاقده مع أربعة مدربين في الموسم الماضي.
هنا أتذكر تعليقاً للمدرب الإيطالي الكبير أريغو ساكي الذي يرجع كثرة تغيير المدربين في بلاده إلى سيطرة فكر التجار على فكر صناع كرة القدم¡ إذ يرى أنهم يحكمون على النتيجة¡ ولا يحكمون على حجم العمل¡ قبل أن يضيف بالقول: "هم يريدون بناء ناطحة سحاب في يوم واحد¡ وهذا مستحيل¡ قد نبني كوخا نعم"!.
بعد ذلك¡ يا ترى كم تاجر أكواخ مرّ على رياضتنا¡ ومتى تتوقف هذه التجارة التي جعلتها محل سخرية ومحطة استغلال!




إضغط هنا لقراءة المزيد...