كريستي.. التي قصمت ظهر التخبط

بلا مقدمات.. ما حدث مع قضية "كريستي"¡ أخيرا¡ والغضب الشعبي والنخبوي حيالها¡ سببه التعاقد بشكل ثانوي¡ لكن السبب الحقيقي هو الشعور المحبط المتراكم¡ حيال "الخطوط"¡ والتي (تأخرت) كثيرا بحسب دورة "التخبط" للمنظمات¡ بعدما حظيت طويلا بـ"حصانة إعلانية"¡ رغم الفشل تلو الآخر¡ سواء في الداخل أو الخارج¡ أو في ترتيب الخطوط المتميزة عالميا.
النقطة الرئيسة الأكثر استفزازا¡ والتي تتمحور حولها رؤيتنا لـ"الخطوط"¡ أنها تتعامل كمؤسسة حكومية¡ في حال احتاجت أن تصدر قرارات رسمية¡ أو تحصل على تسهيلات حكومية¡ كدعم البنزين وغيره. وتتعامل كمنظمة تجارية¡ متى ما أرادت أن تتعامل مع الركاب بعقلية "رأسمالية"¡ كفرق قيمة التذاكر وتقليل الوجبات¡ وأشياء أخرى.
كثيرون¡ إن لم يكن كلنا سافر مع "السعودية"¡ وبعضنا حلق أيضا مع غيرها¡ ويستطيع كل منا أن يقارن بذكاء¡ ويكتشف الفرق بالخدمة¡ وأولويات الاهتمام¡ وفهم سبب عدم إدراج "الخطوط" في المراكز المتقدمة¡ في قوائم الاستثناء¡ وهذه بعض الأشياء التي تشعرك بسوء خدماتها:
أمنيا¡ لا يسألونك في كاونتر إصدار بطاقات الصعود¡ فيما إذا كنت مؤهلا للجلوس في مخرج الطوارئ عند اختيارك له¡ ولا يتحدثون لك للتأكد من أهليتك قبل الإقلاع¡ وهو الشيء المعمول به في كل الخطوط العالمية¡ إلا "السعودية"..
تواصليا¡ في الخطوط الاحترافية¡ تتم مراعاة التنوع في جنسيات وثقافات ومرجعيات المسافرين¡ لذلك تجد في الرحلات الدولية ملاحين يتحدثون بمتوسط 12 لغة¡ في الرحلة الواحدة¡ محاولة منهم في تجويد الخدمة قدر المستطاع¡ بينما لا تتجاوز الـ4 لغات¡ في أفضل الحالات¡ عن خطوطنا¡ وهنا أقول: فتش عن عقود الملاحين!
تقنيا¡ تتجه معظم الخطوط لصداقة البيئة¡ لذلك يحفزونك على عدم طباعة الأوراق¡ واستبدالها بالحلول التقنية¡ وبطاقة صعود الطائرة على وجه الخصوص¡ إلا في "السعودية"¡ فإنهم يقومون بطباعة الـ"بوردنق" الرقمي¡ عند بوابة الطائرة¡ وهذا كفيل بشرح العقلية التقنية لديهم.
أعرف تماما¡ أن ما ذكرته تفاصيل متقدمة جدا¡ بنظري على أقل تقدير¡ وأن هناك ما هو أكثر وأسوأ في خدماتها¡ ولكن هذه الملامح لنشرح لهم أين وصل العالم¡ في هذه الصناعة¡ ونجيبهم لم لا نراهم في صفوف الخطوط المتقدمة¡ "ولّا الشق أكبر من الرقعة"¿!
بالمناسبة¡ تمت كتابة هذه المقالة على إحدى رحلات "السعودية"¡ المتأخرة عن موعد إقلاعها¡ وهذا الطبيعي¡ وكنت سأنوه للشيء الاستثناء في بداية مقالتي¡ في حال أقلعنا على الموعد.. والسلام..




إضغط هنا لقراءة المزيد...