عن حد الشرف أحدثكم

لأن من رأى ليس كمن سمع¡ فقد كانت فرصة ذهبية وشرف عظيم¡ إذ قيض الله لي أن أكون ضمن الوفد الذي زار قواتنا المسلحة في الحد الجنوبي بمنطقة نجران¡ وهو الذي تمثل من نماذج المجتمع السعودي حيث تمثل بأعضاء من مجلس الشورى¡ وأكاديميين وإعلاميين¡ وكتاب رأي¡ وناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.
في الحد الجنوبي تجذرت لدي قناعات¡ وتعمقت أخرى¡ وتبدلت بعضها¡ ومنها عبارة "الأمن والأمان" التي نتداولها على الدوام في خطابنا الشعبي والرسمي حتى أضحت كلزمة لسان¡ حتى مع عدم التوغل في مضامينها¡ وملامسة كل أبعادها¡ فقد أيقنت بالعبارة حد الرسوخ¡ وأنا أرى مستوى الجهوزية لدى قواتنا المسلحة ومدى التضحية عند أفرادها.
هناك آمنت يقيناً أن جنودنا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون¡ وهم المؤمنون بقوة موقف قيادتهم¡ وعدالة قضيتهم¡ ومدى تجهيزهم¡ ودقة تدريبهم¡ وهم إلى ذلك من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه¡ بمعنوياتهم العالية¡ وروحهم المتوثبة¡ وإيمانهم أنهم بين اثنين فإما نصر مؤزر تنتهي إليه الأمور¡ أو شهادة تزيد العزائم عند إخوانهم سمواً وصموداً حتى تحقيق الأهداف المنشودة.
على خط النار أدركت بعمق أن الطمأنينية التي تخيم على كل مدينة وقرية في الوطن¡ وعلى كل مواطن ومقيم فيهº إنما تحققت لوجود أولئك الأشاوس هناك يفدوننا بأرواحهم¡ ومن خلفهم إخوانهم في الداخلية بعيونهم الساهرة وقبضتهم القاهرة.
في حدنا الجنوبي قصص بطولية سمعناها من القادة والضباط والجنود في مختلف القطاعات تكتب بمداد الفخر¡ فيها من البطولة والوطنية ما يجعلنا نرفع جباهنا فخراً بهم.
ذهبنا إلى هناك بشعور صادق ومشاعر متدفقة أننا سنسهم بتواجدنا بينهم في رفع المعنويات وشحذ الهمم¡ وإذ بنا نكتشف أن ما حملناه معنا إليهم عدنا به مضاعفاً¡ إذ حمّلونا من المعنويات والهمم في عودتنا ما يزن الجبال.
في لقائنا بأمير منطقة نجران جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد قلت له: إنّ اليومين اللذين تشرفنا فيهما بأن نكون حيث يكون أبطالنا في الجبال يجعلنا ندرك أن حدنا الجنوبي هو -بصدق- حد الشرف¡ فشكراً له¡ ولوزارة الداخلية¡ وبالخصوص قيادة حرس الحدود¡ والشكر لقناة الاخبارية على التنظيم الاحترافي¡ والحفاوة البالغة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...