الرياض.. وزحمة الترفيه

الرياض تلك المدينة الهادئة التي كادت أن تشيخ بارتفاع درجة وقارها المبالغ فيه وتستعيد اليوم حيويتها¡ بقوة وطاقة الشباب المتدفقة في العروق..
في كل مكان تجد الرياض تعلن ابتهاجها بأهلها وضيوفها¡ فعاليات في غير مكان¡ بعضها مجاني دون رسوم¡ وبعضها برسوم مبالغ فيها قياسا للنشاط المقدم..
وتبقى الجنادرية حاضنة البهجة والتراث والثقافة بخصوصيتها وعمرها المديد وبرائحة خاصة تميزها عن أي نشاط آخر¡ رائحة لا يعرفها إلا الأوفياء..
الجنادرية تمنيت أن تتجاوز بعض أخطائها المتكررة خارج محيطهاº أقصد خارج القرية الشعبية نفسها وتحديدا الازدحام المروري خارجها¡ لم يكن طبيعيا وغير مقبول تكراره كل عام¡ الرياض يقيم فيها حسب آخر الإحصائيات أكثر من ستة ملايين ناهيك عن ضيوفها القادمين للاستمتاع بأجواءها وعبق التاريخ في مهرجان الجنادرية¡ كل هؤلاء ولا يوجد إلا بوابتين للدخول...¿¿ غير بوابة الموظفين...¿¿
هل يعقل ذلك¿¿ تمنيت مع غيري وحتى لا تجد الأسر نفسها مضطرة للعودة لمنزلها أو البحث عن ترفيه بديل بعد أن قطعت مشوارا طويلا للوصول وعجزت عن الدخول بسبب الازدحام..
لابد من مواجهة الإقبال عليها بحلول تريح الزائرين والزائرات¡ من خلال زيادة عدد بوابات الدخول بحيث لا تقل عن ست بوابات كحد أدنى¡ وأن تكون هناك مداخل إلكترونية للتفتيش وليس بالطريقة البدائية المتبعة حاليا..
أما في الجانب الآخر للجنادرية فحبذا لو تهتم بإعطاء النساء العاملات في كافة الأنشطة بطاقات الدخول مبكرا وقبل البدء وليس بعد قرب انتهائها كما هو حاصل الآن..
وخارج مربع الجنادرية باتت الرياض المدينة التي لا يستطيع عشاقها إلا التغني بها رائعة هي الرياض حين تتنفس بأكثر من رئة¡ مناشط الترفيه هنا وهناك¡ ولكن ولأننا نريد الاستمرارية فلا بد من تقييم التجربة وعدم تكرار المناشط بنفس النمطية¡ أطعمة ورسومات أطفال وبائعات اكسسوارات أو ايسكريم¡ نعم هي مطلوبة ولكن تكرارها سيٌفقد تلك الفعاليات وهجها ونجاحها¡ فالمواطن اليوم ليس مواطن الأمس¡ مواطن اليوم يقارن بين ما يتم هنا وما يتم بدول الجوار ولن نقول دول الغرب¡ نعم لابد من فعاليات تتسم بالحركة والنشاط تقابل احتياج وطاقات هؤلاء الشباب وهم المستهدف الرئيس بالكثير من أنشطة الترفيه¡ بمعنى لا نريد أن يكون الطعام والوجبات السريعة هي الأكثر حضورا¡ هي في أي نشاط ترفيهي في العالم تعتبر نشاطا مساندا وليس رئيسا بينما هنا وجدنا أن إعداد الأطعمة هو العمود الفقري لأغلب الفعاليات..¿¿ نريد نشاطا يساعد ويعزز الحركة والنشاط البدني والعقلي أما نشاط البطون فطرقنا وأسواقنا حققت الاكتفاء الذاتي..
لابد من أنشطة ثقافية عالية المستوى¡ المسرح لابد أن يحضر في المشهد الترفيهي بقوة¡ أنشطة حركية..
الرياض الجميلة تتوهج أكثر بإنسانها¡ حيث تنوع نبض الحياة بين نشاط وآخر¡ ويبقى للجنادرية وهجها الخاص وعمق تجربتها التي ترفع من توقعاتنا في التطوير والتجديد وتلافي تكرار الأخطاء...




إضغط هنا لقراءة المزيد...