الجاسوسة! (1/2)

"عندما نحب بحق¡ نعرف أنفسنا ونعرف الآخرين معرفة أفضل¡ ولا نعود في حاجة إلى الكلمات¡ أو الوثائق¡ أو المحاضر¡ أو التصاريح¡ أو الاتِّهامات¡ أو الدفاعات"
(ب - ك)

---

الذاكرة نهر يجرى إلى الوراء على الدوام - قالت ماتاهاري¡ وهي الشخصية الرئيسة¡ في رواية الكاتب البرازيلى الشهير (باولو كويلو) المعنونة بـ(الجاسوسة)¡ وكما هي طريقة التعريف في بعض أعماله حيث يستنطق ويستمد الأحداث والشخصيات من التاريخ (القديم/الجديد)¡ ولكن بحاسته الخاصة التي تضفي على العمل مسحة جديدة¡ إذ إن روح الفنان الصادقة المتجذرة بعمق في داخل هذا الكاتب هي العامل المساند في سطوع نجمه عبر أعماله المتوالية حتى صارت ضمن الإصدارات المتداولة دولياً¡ حيث تترجم للغات عدة منها العربية التي قدم لها بكلمات تعبِّر عن ماهية ثقافته وشخصيته ورضاه بأن تتوسع دائرة فنه الروائي¡ خاصة وأن بعض الشخصيات التي يتناولها مستمدة من أرشيف الشرق العربي خاصة¡ وقد اشتهر بروايته (الخيميائي) وهي في أحداثها من التراث الشرقي.
في (الجاسوسة) يفتح صفحة من صفحات ما قبل وأوائل القرن الماضي عندما كانت أوروبا في اضطرابات وتناحر قبل الحرب الكونية الأولي¡ فـ(مارغاريتا زيليه) المولودة في (لوواردن) وهي كما تقول: مكان لم يَسْمَعْ به قط معظم أبناء بلدي الهولنديين حيث العدم المطلق والأيام تستنخ نفسها¡ لقد عرفت في صغرها كم هي جميلة وكم هي محسودة من زميلاتها¡ وعندما توفي أقاربها ومن يرعاها¡ ومنهم من أفلس¡ حولوها إلى مدرسة داخلية في مدينة (لايدن) بغية أن تصبح معلمة أطفال¡ ولكن في هذه المدرسة تبدأ نقطة التحول في حياتها¡ فتتعرض لحالة لم تكن في الحسبان من مدير المدرسة التي دعاها إلى مكتبه¡ وأبدى لها أنه مغرم بها وبجمالها وهي لمَّا تزل في السادسة عشرة من عمرها¡ ومن حيث لا تدري وتدري ارتكب فعلته المشينة بحقها.
فيكون انتقالها القسري إلى باريس¡ لوعد بالعمل هناك¡ ويكون الفن وخاصة الرقص بعد أن تعرفت على من يرغب في الزاواج بها وتذهب معه إلى (جاوا) المستعمرة من قبل هولندا وتمعن في الدخول في أجواء الرقص الجاوي/ الشرقي كما أسمته¡ ولكن باريس تكون المحطة المحببة¡ وتعود لتمارس عملها الفني الذي يمكنها من التعرف على المجتمع المخملي¡ وما من شخصية لها وزنها وقيمتها إلا وتتقرب منها¡ ويغريها أحد الأشخاص بأن تذهب إلى ألمانيا¡ وتستقبل ولكن من قبل من يطلب منها أن تكون (جاسوسة) على الفرنسيين الذي كان الهدف من سفرها أن تزودهم بمعلومات عن ألمانيا¡ ولكن الصحيح أنها تُوْعَد من الشخصيات بالعمل في شركات تجارية¡ أو صناعية وتزور بعض الدول الأوروبية¡ ولكن أثناء العودة إلى فرنسا يقبض عليها في باريس (عملية مزدوجة) وتسجن في عام 1917 بهذه التهمة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...