هل نعرف كيف نسوق للسعودية في الخارج¿

عملت قبل فترة على مشروع إعلامي يتطلب إجراء مقابلات عشوائية في شوارع بعض دول أميركا اللاتينية¡ كان السؤال الموجه للناس واضحاً وبسيطاً¡ ماذا يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع كلمة "السعودية"¿ جاءت الإجابات صادمة كما توقعنا¡ الغالبية لا يعرفون شيئاً¡ ومن يعتقد أنه يعرف¡ فما لديه من معلومات أغلبها مغلوط ومشوه¡ قال أحدهم¡ أعرف أنهم يخوضون الآن حرباً مع أميركا¡ وأن لديهم أهرامات¡ وأكبر مطار في العالم¡ ويفجرون أنفسهم لأجل حرب مقدسة. وقالت إحدى الفتيات من بوليفيا¡ أعرف أن المرأة السعودية ممنوعة من التعليم والعمل¡ وأن عليها الجلوس في البيت والاعتناء بالأطفال فقط.
هذا فقط نموذج من إجابات طبيعية¡ لأشخاص لا يعرفون عن بلد مثل السعودية إلا من خلال الأخبار¡ والأفلام¡ والمقاطع التي تنتشر في فيسبوك ويوتيوب. ورغم أن هذه الصورة عن بلادنا مؤلمة¡ إلا أن اللوم يقع علينا بشكل كبير. نحن لسنا فاشلين فقط في تحسين صورتنا حول العالم¡ بل عاجزون أيضا عن مجرد نقل الصورة الحقيقية لبلادنا. والمحزن أكثر هو أننا لا نحفل كثيراً بأهمية التسويق¡ والعلاقات العامة لسمعة البلد¡ على عكس دول أخرى تستغل حتى الكوارث الطبيعية¡ والحوادث¡ لتسويق قوة مؤسساتها¡ وقدرتها في احتوائها¡ والتعامل معها.
خذ مثلاً قصة البطل جبران الذي قتل اثنين من اعضاء داعش الخطرين. كان من الممكن أن تستغل هذه القصة إلى أبعد مدى في عكس جهود المملكة في مكافحة الإرهاب¡ لكننا أضعناها¡ وتركنا الأمر لاجتهادات الصحافة في الخارج.
العمل على تحسين صورتنا في الخارج¡ لا يتطلب التعاقد مع شركات عالمية في العلاقات العامة¡ بل يحتاج إلى وجود الإرادة أولا¡ واستيعاب الأهمية القصوى للإعلام ووسائطه لنقل الحقائق عن بلادنا¡ والتي ستحسن كثيراً من الصورة السلبية التي نعاني منها أكثر من أي وقت مضى. ويتحقق ذلك عبر تكوين فريق عمل احترافي وطني يعمل على خطط محكمة وذكية للوصول إلى المتلقي في العالم أجمع.
لدينا الكثير من الأوراق التي يمكن أن تلعب بها. والعديد من الجسور التي من الممكن ان نمدها للخارج. الشباب السعوديون ناشطون في شبكات التواصل¡ وتشاهد فيديواتهم في كل أنحاء العالم. هذه القوة الناعمة بحاجة فقط للتوجيه لتؤدي رسالتها.
من في الخارج يريدون أن يعرفوا كيف نبدو¡ فلنصنع لهم تلك الصورة¡ بدل أن نتركهم يجمعون أجزاءنا المشوهة !




إضغط هنا لقراءة المزيد...