المتلاعبون بالعقول

ماذا لو كان الهدف الذي سجله الاتحاد في شباك النصر "هلالياً"¿ أسأل وقناعتي بأن ردة الفعل ستتحول من ثقافة الإشادة بالفوز واللقب إلى ثقافة التخوين والاتهام والتشكيك ولعبة المؤامرة¡ لم نسمع من يبرر هدف محمود عبدالمنعم "كهربا" على أنه منحة حكم ولم نقرأ عبارات القدح في اللجان أما لماذا¿.. فلكون الهلال خارج النهائي ونطاق المستفيد من هدف تسلل جاء ليمنح "العميد" بطولة نالها بكل استحقاق عطفا على روح لاعبيه وحماسهم والأداء العام الذي نازلوا به النصر فكان سبباً مباشراً في تلك الحصيلة الذهبية التي أعادت "الإتي" لواجهة البطولات.
الهلال وأقولها بكل حياد يشكل الأزمة الدائمة لأغلبية لا ترى لها وجودًا إلا من خلال تشويه تفوقه وتميزه وقلب الحقائق رأساً على عقب وكل ذلك من أجل أن يكون لها موطأ قدم في برامج ولدت لتزرع الاحتقان بين أجيالنا واعتمدت لتضاعف من معدل التعصب.
صدقوني لو أن هدف الاتحاد في شباك النصر هلالي لرأينا العجب ولسمعنا ما يجلب لنا الصمم¡ نعم هذه الحقيقة نركز عليها لتبيان التناقضات التي دائما ما تأتي أمامنا لتكشف كل الأقنعة عن هذه الفئة التي تحاول في كل مرة أن تمارس تغريب الحق البين وتستبدله بالباطل في الوصف والتحليل وفي مهنة الإعلام الرياضي التي لم تعد قصراً على المبدعين في مجالاتها بل باتت قصراً على مثل هؤلاء المتهورين الذين أججوا المدرجات وصاغوا لقاطنيها ثقافة تعصبية ظالمة عنوانها شوهوا الهلال سراَ وعلانية وأثبتوا للناس بأنه شيطان الرياضة.
الانتقائية تسيدت المشهد¡ هنا الصمت يعم إذا ما تعلق الأمر التحكيمي بالفرق التي ينتمون لها بينما يعم الضجيج إذا ما تعلق ذات الأمر بالهلال¡ ذلك أن هذا التباين يمثل له فرصة سانحة لفرد العضلات بالصوت والصورة والتغريد.
هؤلاء لا يتعاملون مع الإعلام كمهنة حياد بل يتعاملون معه كمدرج يبثون فيه سموم التعصب وتمزيق أواصر المحبة بين الرياضيين.
عقود وهم يرسمون في المخيلة أن الهلال مدعوم وحين استفاقت عقولنا من هذا الوهم وجدنا العكس وكل ما يحاك مجرد لعبة ساذجة أبطالها كثر وضحيتها واحد¡ أما عن ملاحقة مثيري التعصب ومقاضاتهم فهو قرار إن تم فهذا يعني مواكبة التحول الوطني الذي يستهدف الارتقاء بأجيالنا الشابة فكراً وسلوكاً.
هؤلاء المتفلتون يجب ردعهم والتصدي لخبث ما تنثره أقلامهم وألسنتهم يومياً من تضليل وزيف وعدوانية شوهت مهنة الإعلام التي باتت وللأسف مرتعاً خصباً لكل ما هو مسيء وسلامتكم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...